توالت التحذيرات من خطر استغلال المقاتلون الأجانب في الحرب الأوكرانية، جراء مخاطر كارثية قد تنتج عن ذلك، بحسب وصف مراقبين.
وكثفت عدة منظمات دولية من تحذيراتها مع تواتر الأنباء عن وصول الآلاف من المتطوعين الغربيين للانضواء تحت راية ”الفيلق الدولي“ الذي كان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد دعا إلى تشكيله لمساعدة بلاده في الحرب الدائرة على أراضيها.
وأفادت تقارير أن ”16000 متطوع أجنبي على الأقل لبوا نداء القتال من أجل أوكرانيا حتى الآن، وأن أكثر من 3000 أميركي يريدون القتال كجزء من فيلق الدفاع الإقليمي الدولي ضد القوات الروسية ومن أجل الحرية“، حسب تقرير لمجلة ”فوكوس“ الألمانية.
وبحسب الباحث المختص في الشأن الأوروبي، حازم سعيد، هناك توقعات من وزارة الدفاع الأوكرانية بتسجيل أكثر من 11 ألف متطوع للخدمة في صفوف قوات الدفاع الشعبي.
ففي 22 يناير 2022 أجرت السلطات الأوكرانية برنامجا تدريبيا عسكريا للمدنيين، إذ أبدى 50% منهم استعدادهم للمقاومة. فهناك 500 ألف أوكراني لديهم خبرة عسكرية في بلد يبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة. ومنعت “المقاومة” الأوكرانية القوات الروسية من السيطرة على المدن الرئيسية، ونحو 75% من القوات الروسية التي احتشدت على الحدود الأوكرانية، دخلت البلاد، لكنها لم تتمكن حتى الآن من تحقيق نصر حاسم. المقاتلون الأجانب.
وفي دراسته المنشورة عبر المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أورد حازم أن أوكرانيا تقوم بتجنيد “مرتزقة” لتنفيذ عمليات داخل البلاد، تشمل مواجهة المرتزقة التي يرسلها الكرملين وجهاً لوجه، مقابل مبالغ تصل إلى 2000 دولار يومياً.
ويبدو أن دعوة أوكرانيا المقاتلين الأجانب إلى المشاركة في القتال إلى جانبها تلقى إقبالاً في دول أفريقية. ففي السنغال تم الإعلان عن تجنيد (36) شخصاً للمشاركة في الحرب ضد روسيا. وفي نيجيريا وصل هذا العدد إلى 115 شخصاً. فيما خلص تقييم أميركي إلى أن روسيا جندت مقاتلين سوريين، على أمل أن تساعد خبراتهم في القتال في المناطق الحضرية في السيطرة على العاصمة كييف.
وألمح الباحث إلى تطور بالغ الأهمية، موضحا أن الجماعات الإسلامية المتطرفة و “الجهادية” تحث أنصارها عبر مواقعها الإلكترونية على حمل السلاح ضد روسيا. فتريد "الجماعات الجهادية" محاربة روسيا غالبًا، فهي تستغل اشتراكها في الحرب السورية وغيرها من أراضي القتال للدخول إلى أوكرانيا في أثناء الحرب الروسية الأوكرانية لإعادة إشعال الصراع ضد روسيا.
وبحسب الباحث، رفضت الحكومات الأوروبية والغربية إرسال قواتها إلى أوكرانيا خشية أن يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب عالمية، مما أدى إلى تشكّيل في مختلف أنحاء أوروبا ظاهرة “التطوع” للانخراط في مواجهة القوات الروسية في أوكرانيا، فلا تمانع العديد الدول الأوروبية والغربية سفر مواطنيها إلى أوكرانيا، لاسيما الذين أنهوا خدمتهم العسكرية في جيوشهم الوطنية ويملكون خبرات قتالية عالية ممن يُطلق عليهم “المحاربين القدامى”.
ويقول سعيد إن تشجيع الحكومات على تدفق المقاتلين الأجانب للمشاركة في الحرب ولحمل السلاح يناقض قرارات منظمة الأمم المتحدة بشأن المقاتلين الأجانب مثل القرار الأممي 2178. وبالتالي فإن تدفقهم إلى أوكرانيا سيصبح له انعكاسات سلبية جدا على الأمن الأوروبي والإقليمي والدولي، كون أن أوكرانيا وروسيا ستمنح الفرصة للمقاتلين من خارج أوروبا ليتسللوا الى دول أوروبا، ناهيك أن دول الجوار الأوكراني تستقبل الاوكرانيين أو المقيمين في أوكرانيا، مثل بولندا وهذا قد يسمح للجماعات المتطرفة للعودة إلى أوروبا من جديد.
ووفق تقارير إعلامية قد يصل حجم من تطوع ما يقرب من 20 ألف شخص من 52 دولة للقتال من أجل أوكرانيا، فيما أكدت الخارجية الأوكرانية، أن ألف مقاتل ينتمون بالفعل حاليًا إلى” فيلق الدفاع الإقليمي الدولي لأوكرانيا“في كييف.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، إن مَن وصفتهم بـ"المرتزقة الغربيين" في أوكرانيا سيحرمون من معاملة أسرى الحرب.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في إيجاز صحفي أن "المرتزقة الغربيين" الذين يصلون للقتال في أوكرانيا لن يكون لهم الحق في معاملتهم كأسرى حرب.
وقالت إن كل هجمات "المرتزقة "الأجانب على القوات الروسية في أوكرانيا تتم باستخدام أسلحة قدمها الغرب.
وينطبق وضع أسير الحرب في حالة النزاع المسلح بين الدول، وهم في العادة أفراد القوات المسلحة لأحد طرفي النزاع الذين يقعون في قبضة العدو.