في وقت تتحدث فيه الولايات المتحدة أن غزوا روسيا لأوكرانيا بات وشيكا، أكدت تقارير غربية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يخطط لاستخدام سلاح يعود للحقبة السوفيتية، وأن روسيا قامت بخدعة عسكرية على ظهور آلياتها العسكرية.
وكان البنتاغون، أعلن أن أكثر من 40 بالمئة من القوات الروسية المحتشدة على حدود أوكرانيا اتخذت وضعية هجومية.
أبو القنابل
"لدى واشنطن معلومات استخباراتية تشير إلى أنه "سيكون هناك شكل أكبر من الوحشية لأن هذه لن تكون مجرد حرب تقليدية بين جيشين"، بحسب تأكيدات مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان لقناة "إن بي سي توداي" الأميركية.
ولكسر روح الأوكرانيين وإجبارهم على الاستسلام، يعتزم الجيش الروسي استخدام قنبلة شديدة الانفجار تسمى بـ"أبو القنابل"، بحسب صحيفة "الصن" البريطانية.
والقنبلة ستُسقط إيذانا ببداية الحرب على أوكرانيا لكسر الروح الأوكرانية ودفع كييف إلى الاستسلام، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يخطط لاستخدمها في بداية الغزو المحتمل.
ويبلغ وزن القنبلة غير النووية فائقة القوة 7 آلاف ومئة كيلوغرام، وتحتوي على مادة شديدة التفجير ومسحوق الألمنيوم وأكسيد الإيثيلين، وتكافئ القدرة التفجيرية للقنبلة نحو 44 طنا من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار.
وأجرت روسيا أول اختبار للقنبلة عام 2007، عقب إلقائها على سطح القمر، وهو ما جعلها أقوى قنبلة حرارية اخترعها الإنسان على الإطلاق ولذا لقبوها بـ"أبو القنابل".
وتعتبر القنابل الفراغية "أبو القنابل"، الأكثر فتكاً وتدميراً على الإطلاق ولا تتفوق عليها سوى الأسلحة النووية، حيث تمتلك روسيا ترسانة منها رغم أنه يرجع لحقبة الاتحاد السوفييتي، ووفقا لتقرير لشبكة "سي إن إن" الأميركية.
ورغم التطور التكنولوجي المتسارع في مجال صناعة الأسلحة الحديثة، مثل أسلحة الليزر والصواريخ الفضائية إلا أن منظومات الأسلحة التي يرجع تاريخها إلى الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة لا تزال تمثل قلقاً خاصاً للأميركيين.
والقنابل الفراغية "القنابل الحرارية الضغطية" يمتلك الجيش الروسي ترسانة ضخمة منها، وهي نوعٌ من أنواع المتفجرات التي تستخدم الأكسجين المحيط بها لتوليد انفجارٍ ذي حرارة عالية داخل مدى انفجار واسع.
وكما تكون موجة الانفجار التي تُنتجها تلك المتفجرات أطول أمداً وأكثر شدة من القنابل التقليدية، يُنظر إليها باعتبارها من أكثر المتفجرات غير النووية تدميراً في العالم، بحسب خبراء عسكريين.
ودخلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي عالم القنابل الفراغية منذ الستينيات، إذ اشترى الجيش الأميركي عدداً كبيراً من القنابل الفراغية من طرازي بي إل يو (وحدات القنابل العنقودية) وسي بي يو (وحدات القنابل الحية)، واستخدم بعضها خلال حرب فيتنام.
وتُعَدُّ راجمة الصواريخ المتعددة "توس-"1 من أشهر موارد روسيا على قائمة القنابل الحرارية الضغطية، إلى جانب مشتقاتها المُطوّرة مثل "توس-2."
ومع 30 أنبوباً لإطلاق الصواريخ دفعةً واحدة في نحو 15 ثانية، تستطيع بطاريات توس-1 التسبب في قدرٍ مذهل من الدمار خلال وقتٍ قصير للغاية.
وقد استُخدمت تلك الأسلحة للمرة الأولى خلال السنوات الأخيرة للحرب السوفيتية-الأفغانية، لكن المدى الكامل لقدراتها التدميرية كان خلال الحرب الشيشانية الثانية، التي قادها بوتن.
ومؤخراً، زعمت المنظمات الدولية أنّ راجمات صواريخ توس-1م قد استُخدمت بواسطة الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا في منطقة دونباس شرق أوكرانيا.
سر الحرف"Z"
وظهرت دبابات روسية مرسومة بالحرف "Z"، حيث شوهدت قوافل ضخمة منها تتجه نحو الحدود الأوكرانية بحسب صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
وتم رصد حوالى 200 مركبة عسكرية فى شيبيكينو بروسيا، عبر الحدود مباشرة من منطقة خاركيف الأوكرانية، مع وضع علامات "Z" على ظهور معظم المركبات، رغم أن هذا الحرف ليس في الأبجدية الروسية في الأساس.
ويُشتبه في أن العلامات قد تم تخصيصها لأدوار محددة، وتم رشها على الدبابات والمدافع ذاتية الدفع وشاحنات الوقود وعربات الإمداد، بحسب الصحيفة البريطانية.
أما حساب "تقرير الحرب الأوكرانى" على "تويتر"، والذي ينشر عن تحركات القوات الروسية بالقرب من أوكرانيا أكد أنه يتم تحميل العديد من مقاطع الفيديو لمركبات عسكرية روسية بعلامات "Z"، ذلك للتعريف "صديق أو عدو" التي تستخدمها الجيوش في زمن الحرب.
ومعلقا يقول المحلل العسكري العميد سمير راغب، إن "الحروف والرموز على المعدات العسكرية أمر معروف ضمن الخطط العسكرية في الجيوش النظامية، وقد ترمز إلى أمر ما أو لعمل لتمييز بين معدات العسكرية بالجيش والأخرى التابعة للعدو".
ويضيف لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "كتابة تلك العلامة هو تكتيك عسكري استخدمته بريطانيا وأميركا خلال حرب الخليج الأولى، فعندما أرسل الحلفاء لتحرير الكويت قاموا بوضع علامة "^" على المركبات لتجنب النيران الصديقة خلال الحرب".
نيران صديقة
وتشير تلك العلامات إلى اكتمال الاستعدادات النهائية، فالأوكرانيون لديهم دبابات ومركبات متشابهة جدًا والروس سيرغبون في تقليل مخاطر النيران الصديقة، بحسب الصحيفة البريطانية.
كما أثارت تلك العلامات تكهنات لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وتحدث مراقبون وناشطون عن أن روسيا وضعت هذه العلامة لأدوار محددة رجّح آخرون أن روسيا تستعير حيلة استخدمها الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.
وقال هؤلاء إن الحلفاء لجأوا للرموز من أجل تجنب حوادث النيران الصديقة بمجرد اندلاع الحرب، لأن معظم الدبابات الأوكرانية تعود إلى الحقبة السوفيتية، ويمكن الخلط بينها بسهولة مع الأسطول الروسي.
كما هناك نظرية أخرى تقول إن جميع القوات التي تم تمييزها بحرف "Z" كانت جزءا من مجموعة محددة ذات هدف غير معروف لقيام به داخل أوكرانيا حال الغزو.
أما نظرية ثالثة فتفرض أن حرف "Z" يمكن أن يرمز للاسم الثاني للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.