اختار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، مساء الاثنين، خطوة "تصعيدية" إزاء الغرب، في خضم النزاع مع أوكرانيا، فيما يخشى متابعون أن يكون اعتراف موسكو بانفصاليين موالين لها في الدولة المجاورة، بمثابة الشرارة التي ستشعل الوضع على الأرض.
ويرى محللون أن الاعتراف الروسي باسقلال منطقتي "دونيتسك" و"لوغانسك" شرقي أوكرانيا، ينهي جهودا ديبلوماسية دامت ثمانية أعوام لإيجاد تسوية للأزمة بين البلدين، في إشارة إلى تخلي موسكو عن اتفاقات "مينسك".
وأقدم بوتن على خطوة الاعتراف رغم توالي تحذيرات غربية لوحت بعقوبات غربية، في حال مضت روسيا قدما فيما تقول إنه مخطط لاجتياح أوكرانيا.
ويجري النظر إلى خطوة الاعتراف الروسي، بمثابة اختبار فعلي لواشنطن وحلفائها، لا سيما أن الجهود الديبلوماسية التي بذلت من أجل التهدئة لم تؤد إلى نتيجة تذكر.
في غضون ذلك، سيستمر المجتمع الدولي في اعتبار "دونيتسك" و"لوغانتسك" جزءا لا يتجزأ من الأراضي الأوكرانية، وذاك ما عبر عنه الاتحاد الأوروبي بقوة، مساء الاثنين.
في المنحى نفسه، يرجح أن تجد فرنسا وألمانيا نفسيهما في حرج، لأن الجهود التي قادتها الدولتان، من أجل إقناع بوتن بالتراجع، وإيجاد تسوية في إطار اتفاقات مينسك، لم تؤت ثمارها.
وبحسب شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، فإن خطوة الاعتراف الروسي بمنطقتي الانفصاليين تجعل مستقبل أوكرانيا مفتوحا على مخاطر فعلية.
وذكرت الشبكة أن الاعتراف بالمنطقتين يعبد الطريق أمام تدخل عسكري روسي، وسط توقعات بأن تعزو روسيا أي تحرك عسكري في المنطقتين، مستقبلا، إلى الاستجابة لما يطلبه قادة الانفصال الذين يقولون إنهم يتعرضون للاستهداف من أوكرانيا.
تصعيد روسي
وفي كلمة للشعب الروسي، أكد بوتن أن أوكرانيا " جزء لا يتجزأ من تاريخ روسيا"، وأعلن قرار الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا.
ووقع بوتن يوقع قرار الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، مؤكدا أن القرارات المتخذة لحفظ الأمن الروسي.
وقال بوتن في الخطاب، إن الزعيم الشيوعي السابق جوزيف ستالين، حرر أوكرانيا ومنحها بعض الأراضي لتشكيل دولتها.. وهي جزء لا يتجزأ من تاريخنا.
أما عن منطقة دونباس المتنازع عليها، قال بوتن إنها "سحبت من سيادة روسيا إلى السيادة الأوكرانية".. وأكد أن شرقي أوكرانيا "أرض روسية قديمة."