أمور كبيرة ستترتب على اعتراف روسيا باستقلال المنطقتين المنفصلتين شرقي أوكرانيا، وأهمها التهديد الأمني الذي قد تمثله موسكو على أوكرانيا، وقد يصل إلى الدخول العسكري.
ماذا يعني الاعتراف؟
وفقا للأكاديمي والباحث السياسي خليل عزيمة، فإن الاعتراف بالانفصاليين سيعني تحريك القوات الروسية إلى الداخل الأوكراني، مما يقرب احتمالية اندلاع حرب.
وقال عزيمة في حديثه لسكاي نيوز عربية من كييف: "نتائج هذا الاجتماع كانت متوقعة، هنا في كييف منذ الأمس توقعوا أنه خلال أيام، سيعلن بوتن اعترافه بهاتين الكيانين، وهذه ضمن خطته البديلة للاجتياح الواسع، والتي بدأت منذ التصعيد في دونباس".
وأضاف: "هذا الأمر يعني بشكل علني تحريك القوات الروسية إلى إقليم دونباس، بحجة حماية الأقليات، بناء على طلب هذه القيادات. هذا هو نوع آخر من الاحتلال للأراضي الأوكرانية".
وأكد عزيمة أن اعتراف روسيا بـ"دونيتسك" و"لوغانسك" لن يعني شيئا من الناحية الدولية للمنطقتين، فالعالم لن يعترف بهما أبدا، ولكنها الخطوة التمهيدية لدخول أوكرانيا.
وقال عزيمة: "دول العالم لن تعترف بالدولتين، ولكن المشكلة إذا أرسلت روسيا القوات لهذه المناطق، عندها ستقوم أوروبا وأميركا بتحديد عقوباتها الرادعة والقوية، وأوكرانيا لن تتفرج على الامتداد الروسي، وستكون هناك مقاومة عسكرية".
وبالرغم من التفوق العسكري الروسي على أوكرانيا، إلا أن الخبير السياسي المقيم في كييف، أكد أن أوكرانيا ستظهر مقاومة قوية.
وقال عزيمة: "القوات الروسية لن تكون في نزهة بأوكرانيا، فستكون هناك مقاومة قوية، وقد نشهد خسائر كبيرة من الجانبين".
أما عن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، فأكد عزيمة أنه لن يدخل الحرب على الأراضي الأوكرانية، فهو يحشد قواته لحماية حدوده الشرقية، وليس لحماية أوكرانيا.
وأكمل الخبير السياسي: "انهيار السلطة في كييف، تحت تقسيمات مختلفة، سيكون له أثر سلبي على أوروبا، وسيسبب أزمات، وقد يعطي فرصة للإرهابيين أيضا، وقد تكون هناك أزمة على الأمن والسلام الدوليين".
في غضون ذلك، أبلغ وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، الرئيس فلاديمير بوتن، يوم الاثنن، بأن أوكرانيا حشدت قوات كثيرة بالقرب من مناطق الانفصاليين في شرق البلاد، وربما تستعد لمحاولة استعادتها بالقوة، وهو أمر نفته كييف مرارا.
ومن جانبه، قال الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيدف إنه على موسكو الاعتراف باستقلال جمهوريتي لوغانسك ودونتسك "للحفاظ على حياة المدنيين.