قالت واشنطن، السبت، إن القوات الروسية المحتشدة بالقرب من الحدود الأوكرانية تتقدم "وتستعد للهجوم"، فيما شهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن تدريبات لقوات الصواريخ النووية الاستراتيجية الروسية.
فمع تصاعد مخاوف الدول الغربية من اندلاع حرب في شرقي أوروبا، قال البيت الأبيض إن فريق الأمن القومي للرئيس الأميركي جو بايدن أبلغه أنهم ما زالوا يعتقدون أن روسيا يمكن أن تشن هجوما في أوكرانيا "في أي وقت"، وإنه يعتزم الاجتماع مع كبار مستشاريه اليوم الأحد لمناقشة الأزمة.
وقال وزراء خارجية دول مجموعة السبع يوم السبت إنهم لا يرون أي دليل على أن روسيا تقلص النشاط العسكري بالقرب من حدود أوكرانيا، مشيرين إلى أن "قلقهم الشديد" إزاء الوضع لا يزال مستمرا.
وبعد تبادل كييف وموسكو الاتهامات بشأن قصف جديد بالقرب من الحدود، حثت كل من فرنسا وألمانيا مواطنيهما في أوكرانيا على المغادرة.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن القوات الروسية بدأت "تقترب أكثر" من الحدود مع أوكرانيا، وفقا لرويترز.
وأضاف أوستن، خلال مؤتمر صحفي في ليتوانيا "نأمل أن يتراجع (بوتن) عن حافة الحرب"، مضيفا أن من الممكن تجنب غزو أوكرانيا.
وأمرت روسيا الجيش بحشد قواته وطالبت حلف شمال الأطلسي "الناتو" بعدم ضم أوكرانيا إليه، وقالت إن التوقعات الغربية بأنها تخطط لغزو أوكرانيا خاطئة وخطيرة.
وأضافت روسيا إنها بدأت في سحب قواتها، غير أن واشنطن وحلفاءها قالوا إن الحشد العسكري يزداد.
وتقول واشنطن والناتو إن مطالب موسكو الرئيسية مستحيلة، لكن المخاوف في أوكرانيا تتزايد بشأن خطط بوتن.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بينما كان يعبر عن إحباطه في مؤتمر ميونيخ للأمن، إن بنية الأمن العالمي "تكاد تنكسر"، وحث الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولي وألمانيا وتركيا على الاجتماع لتقديم ضمانات أمنية جديدة لبلاده.
وقال زيلينسكي "القواعد التي اتفق عليها العالم منذ عقود لم تعد صالحة... إنها لا تواكب التهديدات الجديدة وغير فعالة لمواجهتها. هي مثل شراب لعلاج السعال عندما تكون بحاجة إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا"، وفقا لرويترز.
الانفصاليون يعلنون التعبئة العامة
وأعلن الزعماء الانفصاليون المدعومون من روسيا في شرق أوكرانيا، السبت، تعبئة عسكرية عامة بعد يوم من إصدار أوامر للنساء والأطفال بالرحيل إلى روسيا بسبب ما وصفوه باحتمال التعرض لهجوم وشيك من القوات الأوكرانية.
فقد قال دينيس بوشيلين رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من طرف واحد في دونباس بشرق أوكرانيا في بيان مصور إنه وقع مرسوما بشأن التعبئة العامة ودعا الرجال "القادرين على حمل السلاح" للحضور إلى المراكز العسكرية.
وبعد ذلك بوقت قصير، وقع ليونيد باشنيك زعيم جمهورية لوهانسك الانفصالية الشعبية على مرسوم مماثل.
ونفت كييف بشكل قاطع اتهامات الانفصاليين باحتمال قيام القوات الأوكرانية بهجوم وشيك، وقالت، ومعها زعماء غربيون، إن الحشد والإجلاء وتصعيد القصف على خط وقف إطلاق النار خلال الأيام الماضية جزء من خطة روسيا لخلق ذريعة لغزو أوكرانيا.
ونفى وزير الخارجية الأوكراني سقوط أي قذائف أوكرانية على الأراضي الروسية وطالب بإجراء تحقيق دولي مستقل في الحوادث المزعومة.
واتهم الجيش الأوكراني روسيا بتزوير صور القذائف لتوضيح أنها أوكرانية، وقال إن المرتزقة وصلوا إلى شرق أوكرانيا الذي يسيطر عليه الانفصاليون للقيام باستفزازات بالتعاون مع القوات الخاصة الروسية.
وأضاف الجيش "الغرض من هذه الاستفزازات سيكون بالطبع اتهام أوكرانيا بمزيد من التصعيد".
تدريبات نووية
قال الكرملين إن روسيا أجرت بنجاح تجارب إطلاق صواريخ تفوق سرعة الصوت وصواريخ كروز في البحر على أهداف برية خلال مناوراتها العسكرية.
وشهد بوتن التدريبات مع رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو عبر شاشات داخل "مركز العمليات" .
وقال أوستن إن التدريبات النووية تثير القلق بين قادة الدفاع في جميع أنحاء العالم إذ يركز الجيش الروسي على حشد هائل للقوات حول أوكرانيا وهناك خطر من وقوع "حادث أو خطأ".
وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف أبلغ نظيره الفرنسي عبر الهاتف بأن "تجاهل حقوق روسيا المشروعة في هذه المنطقة يؤثر سلبا على الاستقرار ليس فقط في القارة الأوروبية ولكن أيضا في العالم".
وقال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، إن روسيا تعلم أن الحلف لا يستطيع تلبية مطالبها التي تتضمن انسحاب قواته من دول شرق أوروبا الشيوعية السابقة التي اختارت الانضمام إلى الحلف.