في وقت تكشف فيه عدة مؤشرات عن سيناريوهات محتملة لاقتحام روسيا لأوكرانيا، عملت كييف على تعزيز قدراتها الدفاعية بشكل كبير في مواجهة أي "غزو محتمل".
وقد شهد شهر يناير الماضي ذروة الإمدادات العسكرية الخارجية لدعم ذلك البلد الواقع شرقي أوروبا، في وقت تتخذ فيه الحكومة هناك استعدادات داخلية موازية أيضاً لتعزيز المواجهة "العسكرية والشعبية"، مع وضع سيناريوهات مختلفة للفترة المقبلة.
ومن أوكرانيا، يتحدث الأمين العام للمجلس العربي في أوكرانيا رئيس تحرير "أوكرانيا بالعربية"، محمد فرج الله، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية" عن تلك الاستعدادات، موضحاً أن "كييف حصلت على منظومة غافلين الأميركية المضادة للدروع، والتي تعطي دفعة قوية لصد أي هجوم بري بالمدفعية، كما حصلت من ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا (دول البلطيق) على صواريخ ستينغر المضادة للطائرات والتي من شأنها أن ترعب سلاح الجو الروسي، كما أرعبت الجيش السوفيتي في في وقت سابق".
ويشير إلى أن كييف حصلت كذلك -في إطار تعزيز قدراتها الدفاعية- على منصات صاروخية مضادة من بريطانيا، إضافة إلى 5 شحنات من الأسلحة والذخائر الأميركية "أي أن الجيش الأوكراني في شهر واحد ارتفعت قدراته الدفاعية إلى مستوى أعلى"، موضحاً أن "سيناريو 2014 ودخول روسيا بسهولة دون خسائر لن يتكرر.. الأمر مختلف".
المقاومة الشعبية
ويلفت المحلل السياسي من أوكرانيا، إلى أن "وزارة الدفاع الأوكرانية تعد 14 سيناريو مختلفا للأساليب التي يمكن أن تغزو بها روسيا أوكرانيا"، كاشفاً في الوقت نفسه أن "أوكرانيا أصبحت تدرب قوات شعبية على المواجهة، وهو أمر لم نشهده سابقاً هنا في كييف.. في أيام العطلات الأسبوعية يخرج البعض ويتدربون في الشوارع -تحت إشراف وزارة الدفاع- على أساليب المقاومة الشعبية".
ويلفت فرج الله في الوقت نفسه إلى أن "موسكو تحشد منذ شهر نوفمبر الماضي آلاف الجنود لها في قاعدة قرب الحدود مع أوكرانيا، وفي شبه جزيرة القرم، كما تنشر منظومات دفاع جوي في بيلاروسيا، أي أنها تحاصر أوكرانيا من ثلاث جبهات (الشمال والشرق والجنوب)"، مشيراً في الوقت نفسه إلى الخارطة المسربة لغزو روسي محتمل، نشرتها صحيفة "بيلد الألمانية"، وتشير إلى أن روسيا تريد غزو أوكرانيا من الجهات الثلاث؛ لإخضاع كييف سريعاً وفرض الأمر الواقع واقتطاع جزء كبير من أراضي أوكرانيا.
حلف الناتو
ويلفت في معرض حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية" إلى أن "روسيا تريد أن تفرض على حلف الناتو أن يغير سياساته، بطلب ضمانات بعدم ضم أوكرانيا في المستقبل.. وبالتالي أرادت موسكو -وهي تعلم أن الناتو لن يغير قواعده الأساسية- أن تعطي لنفسها الحجة لغزو أوكرانيا بحجة أنها تؤمن نفسها.. وعلى الأرجح أنها فوجئت ليس فقط بـ(لا) ولكن بـ(لا كبيرة) من الغرب، الذي ترجم ذلك عملياً بتسليح أوكرانيا بشكل جيد".
ويتحدث المحلل السياسي من كييف عن "المصالح الأوربية" التي يصفها بالمتباينة، مشدداً على أن "روسيا -بناءً على ذلك- استعدت للحرب جيداً، واستثمرت في الدول الأوروبية بمشاريع مهمة، لا سيما في ألمانيا وفرنسا على وجه التحديد، وبشكل خاص مشروع خط غاز بحر البلطيق (نورد ستريم 2) الذي يُفقد أوكرانيا وضعها كدولة ترانزيت، وهو مشروع مهم لروسيا وكذلك للدول المستوردة للغاز الروسي".
ويتابع قائلاً: "فيما بدأ الغرب بدعم أوكرانيا بالسلاح، تراجعت ألمانيا ولم تقدم شيئاً، وهذا أمر محرج لأوروبا.. ألمانيا هي عضو بحلف الناتو، وتسعى إلى مطالبة الروس بألا يفرضوا عليهم الأمر الواقع الذي يضطرون معه التحرك.. ولهذا نلاحظ أن برلين وباريس بشكل خاص يسعيان إلى إيجاد حل سياسي، على اعتبار أنهما في مهب الريح، وليس فقط أوكرانيا".