دعا رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا الدول التي منعت الرحلات من بلاده بعد رصد متحور جديد لفيروس كورونا، إلى رفعها في شكل "فوري وعاجل"، وهو موقف أيدته منظمة الصحة العالمية التي حثت على "إبقاء الحدود مفتوحة".
وأعرب رامافوزا في مداخلة متلفزة مساء الأحد، عن "خيبة أمله الكبيرة" حيال إغلاق الحدود "غير المبرر تماما"، الذي يبدو بمثابة "تمييز بحق بلادنا" والبلدان المجاورة التي طالها الإجراء نفسه.
وقررت عشرات الدول منع الرحلات من جنوب إفريقيا والدول المحيطة بها منذ رصد علماء جنوب إفريقيون المتحور "أوميكرون" الأسبوع الماضي.
وشدد رامافوزا على أن "منع السفر لا يستند إلى مبرر علمي"، وأضاف: "الشيء الوحيد الذي سيفضي إليه حظر السفر هو إلحاق مزيد من الضرر باقتصادات الدول التي يشملها، وتقويض قدرتها على الاستجابة للجائحة والتعافي منها".
وتابع: "هذه القيود غير مبررة وتعتبر تمييزا بشكل غير عادل بحق بلدنا والدول الشقيقة في إفريقيا الجنوبية".
ورغم تصنيف منظمة الصحة العالمية "أوميكرون" باعتباره متحور مثيرة للقلق، فإن العلماء ما زالوا يقيمونه.
وأكد رامافوزا أن "الأداة الأقوى" للحد من انتقال المتحورة هو اللقاح، داعيا مواطنيه إلى تلقيه، وكشف أن حكومته تدرس جعل اللقاحات إلزامية لبعض الأنشطة والأماكن في محاولة لزيادة نسبة المطعمين.
وتم تلقيح ما يزيد قليلا على 35 بالمئة من الراشدين في جنوب إفريقيا بشكل كامل، بسبب البداية البطيئة لحملة التطعيم والريبة الشعبية تجاهه.
وجنوب إفريقيا هي الدولة الأكثر تضررا من الفيروس في القارة، مع تسجيلها رسميا نحو 2.9 مليون إصابة و89797 وفاة حتى الآن.
ويعتقد أن "أوميكرون" رفع أعداد الإصابات في البلد، مع تسجيل ما معدله 1600 إصابة يومية جديدة على امتداد الأسبوع الماضي مقارنة بـ500 إصابة يومية في الأسبوع السابق.
وأعلنت بوتسوانا الأحد أنها سجلت 19 إصابة بالمتحور "أوميكرون"، حسبما قال وزير الصحة إدوين ديكولوتي في مؤتمر صحفي بالعاصمة غابورون.
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان إنها "تقف إلى جانب الدول الإفريقية وتوجه نداء لإبقاء الحدود مفتوحة"، داعية الدول إلى "تبني مقاربة علمية" تستند إلى "تقييم المخاطر".
وشدد رامافوزا في خطابه المتلفز على أن القيود التي تفرضها البلدان على السفر تتعارض بشكل مباشر مع التزامات مجموعة العشرين في روما الشهر الماضي، لصالح السياحة والسفر الدولي.
كما قال رئيس ملاوي لازاروس شاكويرا الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية لمجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية (سادك)، التي تضم 16 دولة جنوبي القارة، إن "قيود السفر الأحادية التي فرضتها" بريطانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأستراليا ودول أخرى غير مبررة.
وأضاف: "نحن جميعا قلقون بشأن المتحورة الجديدة لـ(كوفيد 19)، ويجب أن نشكر الباحثين الجنوب إفريقيين الذين رصدوها قبل سواهم. لكن القرارات يجب أن تستند إلى حقائق علمية، وليس على رهاب الأفارقة".