وضعت إيران عدة شروط قبيل الجولة السابعة من مفاوضات فيينا عدها محللون محاولة صريحة لإجهاضها وكسب مزيد من الوقت لتسريع وتيرة برنامجها النووي وكذلك عدم رفع القوى الدولية المفاوضة من سقف مطالبها.
وتوقفت المفاوضات النووية في 20 يونيو الماضي بطلب من إيران، فيما يترقب المجتمع الدولي جولة جديدة مقررة في 29 نوفمبر الجاري وسط مخاوف من قرب طهران امتلاك سلاح نووي.
شروط تعجيزية
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب، في مؤتمر صحفي، إن "تركيزنا خلال المفاوضات ينصب على رفع العقوبات جميعها، وسيكون لنا رد فعل آخر في حال لم تكن المفاوضات بناءة".
وأضاف خطيب زاده أنه "حال لم يحقق الاتفاق النووي لإيران مصالحنا الاقتصادية والتجارية فيجب أن يدرك الجميع أن نافذة الاتفاق لن تبقى مفتوحة".
وحدد خطيب زاده 3 شروط لعودة الولايات المتحدة للمفاوضات والاتفاق النووي، "أولها يجب على واشنطن أن تعترف بذنبها، وثانياً يجب رفع العقوبات دفعة واحدة، وثالثها تأكد من عدم تكرار أي إدارة أخرى لخطوة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في الانسحاب من الاتفاق".
بدوره، قال كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري، إنه: "لا خيار أمام الولايات المتحدة سوى تقبل الواقع الجديد بشأن الاتفاق النووي ولا سبب يدعونا للتراجع عن سياستنا النووية ما لم يلتزم الطرف الآخر".
كما وجهت رسائل مسبقة لزيارة مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، حملت انتقادات شديدة، مطالبة إياه بـ"عدم تسييس عملها والخضوع لأي ضغوط".
وانتهكت إيران عدة مرات الاتفاق النووي كان أشدها رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وتشترط التراجع عن الانتهاكات برفع كل العقوبات الأميركية.
مساران إيرانيان
رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، محمد محسن أبو النور، قال إن كل هذه التصريحات تصب في زاوية أن إيران تريد تعظيم تموضعها على طاولة الجولة السابعة من مفاوضات فيينا.
وأضاف أبو النور، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية": "الإعلام الرسمي الإيراني خلال الفترة الماضية كال الاتهامات للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها موالية للولايات المتحدة الأميركية وليست طرفا نزيها قبيل زيارة مرتقبة لطهران في محاولة لإرباكها".
وأوضح أن إيران تحاول تعقيد المسار الدبلوماسي في فيينا حيث اقترحت أن يكون هناك عاصمة بديلة على غرار بروكسل تستضيف المفاوضات، متذرعة بأن هناك تهديدات أمنية على حياة المفاوضين النوويين في النمسا؛ نظرا لوجود العديد من القوى المعارضة هناك والتي قامت بمظاهرات اعتراضا على محادثات المجتمع الدولي مع طهران.
وأشار إلى أن إيران تفعل كل هذه الأمور حتى تجبر الولايات المتحدة والمفاوضين الخمسة الآخرين على ألا تشمل المحادثات أمورا غير نووية أي عدم التطرق إلى البرنامج الصاروخي الباليستي أو برنامج الطائرات المسيرة والتموضع الجيوسياسي الإيراني في الإقليم.
ولفت إلى أن هناك نقطة هامة ستركز عليها الجولة السابعة في فيينا وهي إخضاع المنشآت التي يمنع من دخولها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإلزام طهران بالسماح لهم بالعمل بحرية فيها وعلى رأسها منشأة "كرج" التي قالت عنها الوكالة إنه يجري فيها تصنيع أجهزة طرد مركزية متطورة تؤدي إلى تسريع وتيرة البرنامج النووي الإيراني.
وأكد على أن إيران تعمل على مسارين متوازيين وهما المسار الدبلوماسي وكذلك مسار "كرج" و"نطنز" حيث تسارع العمل في المنشآت النووية جنبا إلى جنب مع المفاوضات ما يشي بأن إيران تبحث عن أوراق ضغط قبل أن تذهب إلى فيينا.
خطة بديلة
ومع اقتناع الغرب بأن فرص تحقيق انفراجة في المحادثات ضئيلة، تبحث الولايات المتحدة وحلفاؤها خيارات الخطة البديلة في حال انهيار المفاوضات التي توقفت لخمسة أشهر كاملة.
ونقلت شبكة "أن بي سي نيوز"، عن دبلوماسيين أوروبيين ومسؤولين أميركيين سابقين أنه إذا وصلت المحادثات إلى طريق مسدود، فقد تحاول إدارة جو بايدن تجنب إعلان موت المحادثات، وبدلا من ذلك قد تترك الباب مفتوحا أمام مقترحات أخرى مؤقتة دون العودة الكاملة لاتفاق 2015.
اتفاق مؤقت
وأضافت أنه قد يكون أحد الاحتمالات "صفقة مؤقتة"، حيث يوافق كل طرف على اتخاذ خطوات متواضعة أو بشكل أساسي تجميد الوضع الراهن في انتظار التوصل إلى اتفاق مستقبلي.
وفي نفس الوقت سيتم التعامل مع الصين وروسيا من أجل إقناعهم بأن إيران غير مرنة، "إذا توصلوا لهذه القناعة، فإن ذلك سيساعد واشنطن على زيادة الضغط على إيران"، وفقا للمسؤولين.
وأوضحت أن زيادة الضغط قد تعني تضييق الخناق على مبيعات النفط الإيراني إلى الصين، والتي زادت في الأشهر الأخيرة من العام الماضي، وأن ذلك الإجراء سيكون أول ما يتم العمل عليه إذا فشلت المحادثات.
ولا يحظى مقترح الاتفاق المؤقت بقبول إسرائيلي بسبب التوجس من أن أي اتفاق مؤقت قد يصبح اتفاقاً دائماً يُتيح لإيران الحفاظ على بنيتها التحتية النووية ومخزون اليورانيوم لديها.
وأقيمت الجولات السابقة في عهد الرئيس الإيراني السابق المعتدل حسن روحاني، بينما ستكون الجولة السابعة الأولى في عهد المتشدد إبراهيم رئيسي.