وجه بابا الفاتيكان الجديد فرنسيس، خلال مراسم تنصيبه الثلاثاء، دعوة إلى العالم من أجل حماية البيئة والفئات الأضعف في المجتمعات، وحث العالم على نبذ "علامات الدمار والموت".
وأوضح في كلمته: "هذا يعني احترام كل مخلوقات الله والبيئة التي نعيش فيها.. وتعني حماية الناس.. وإظهار الاهتمام تجاه الآخر ولبعضنا بعضا، وخصوصاً الأطفال وكبار السن والمحتاجين الذين جرت العادة أن يكونوا آخر من نفكر بهم".
وكان فرنسيس بدأ "حبريته" باعتباره البابا رقم 266، باستلام الخاتم، الذي يرمز لبابويته وحرملة صوفية باعتباره راعي الكنيسة الكاثوليكية بأتباعها البالغ عددهم 1.2 مليار مسيحي.
وردد أحد الكرادلة طقوس تنصيب البابا، أول حبر أعظم من أميركا الجنوبية، في مستهل قداس الثلاثاء، قائلاً "الراعي الصالح أوكل بطرس بتغذية خرافه وحملانه، واليوم تخلفه أنت أسقفا لهذه الكنيسة".
وتسلم البابا فرنسيس شاراته الحبرية الثلاثاء في ساحة القديس بطرس امام عشرات آلاف الأشخاص اثناء القداس الاحتفالي الأول خلال حبريته.
ووضع الكاردينال الفرنسي جان-لوي توران على كتفيه الدرع الذي يلبس فوق البطرشيل، وهو الدرع الذي لبسه سلفه بنديكت السادس عشر، ثم وضع عميد مجمع الكرادلة الكاردينال الأيطالي أنجيلو سودانو في يده اليمنى خاتم الصياد.
ويشكل الدرع والخاتم رمزي السلطة الحبرية.
وكان البابا فرنسيس الذي ارتدى بطرشيلاً وتاجاً أبيضين انحنى أمام قبر القديس بطرس، مؤسس الكنيسة، يرافقه بطاركة الكنائس الكاثوليكية الشرقية.
ثم تقدم منه 6 كرادلة يمثلون مجمع الكرادلة وأقسموا على الطاعة، وبعد ذلك بدأ البابا قداسه الأول في فناء كاتدرائية القديس بطرس.
وجرت مراسم التنصيب في ساحة القديس بطرس أمام عشرات الآلاف من الأفراد والأمراء والشيوخ والحاخامات والرؤساء، إلى جانب عشرات الآلاف من المسيحيين الكاثوليك.
واستقبلت الساحة 132 وفداً أجنبياً، بينهم 31 رئيس دولة ومئات رجال الدين، جلس القادة الأجانب، بمن فيهم نائب الرئيس الأميركي جو بايدن وغالبية قادة دول أميركا اللاتينية إلى يمين باحة الكاتدرائية، بينما جلس حوالى 250 أسقفاً ورئيس أساقفة أيضا في الصفوف الأمامية.
وقبل مراسيم التنصيب، قام الكاردينال السابق خورخي ماريو برغوليو بجولة في سيارة بيضاء مكشوفة في ساحة القديس بطرس التي يمكنها استيعاب نحو 250 ألف شخص.
ولم يحضر الحفل البابا السابق بنديكت السادس عشر الذي اتخذ قراراً تاريخياً بالاستقالة وهو في سن 86 عاماً بسبب ضعف قواه الجسدية، وقد عبر البابا الألماني السابق عن رغبته في الابتعاد عن الأنظار وتكريس حياته للصلاة.
لكن البابا فرنسيس سيزوره السبت في المقر الصيفي للباباوات كاستيل غاندولفو الذي أصبح مقر إقامته.