للمرة الثانية أعلنت حركة طالبان مساء الجمعة، تأجيل الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة في أفغانستان والتي من المفترض أن يترأسها الملا عبد الغني برادر رئيس المكتب السياسي للحركة، إلى منتصف الأسبوع المقبل.
وتواجه طالبان تحديات عدة في تشكيل الحكومة الجديدة، أبرزها الأزمة الاقتصادية الحالكة التي تمر بها البلاد، وكادت تصل إلى حد الانهيار الكامل، وكذلك عدم قدرة الحركة على التوصل إلى توافق سياسي حول الاسماء المقترحة.
ومن جانبها أعلنت الحركة على لسان المتحدث باسمها أن الإعلان عن الحكومة الأفغانية سيكون في المستقبل القريب، لكن مصادر مطلعة من داخل الحركة أكدت في تصريحات صحفية أن الأمر يحتاج لمزيد من الوقت للتوافق حول الاسماء النهائية للحكومة، مؤكداً أن التشكيلة لن تشمل نساء.
وبالتزامن مع التكهنات حول خطة طالبان لحكومتها الجديدة، نظمت أفغانيات مظاهرات حاشدة وسط البلاد للمطالبة بالتمكين السياسي والمشاركة في الحياة العامة، خاصة أن التحركات على الأرض تعكس تناقض فيما أعلنت عنه طالبان بعد سيطرتها على الحكم بشأن السماح للنساء بالعمل، لكن الأمر بدأ يتقلص تدريجياً، وهو ما يُشعر النساء الأفغانيات بالخطر.
ويقول الناشط والكاتب الأفغاني روح الله عمر، إن طالبان لا تريد التسرع بالإعلان عن تشكيل الحكومة في الوقت الحالي، وتحاول كسب المزيد من الوقت وهي تتصرف بهذه الطريقة في كافة تحركاتها السياسية والعسكرية على الأرض، ولا يميل قياداتها إلى التعجل في اتخاذ القرارات.
وفي تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" يشير عمر إلى أن الحركة تريد أن تشمل الحكومة كافة العرقيات والقوميات والمذاهب المختلفة في أفغانستان، وأن تعطي لكل فئة حقها، حتى لا تواجه مشكلات مع هذه القوميات، والقبليات فيما بعد.
ويوضح عمر أن طالبان تسعى إلى تجنب الاقتتال الداخلي فيما بعد، وتريد أن تنتهي من الحكومة بشكل يرضي الأطراف جميعها لكسب أرضيات لدى القوميات المختلف، مشيراً إلى أن أفغانستان تشمل عدة قبائل وأعراق ربما تمثل عثرات في طريق طالبان إذا لم يتم مراعاتها في تشكيل الحكومة الجديدة.
ويعرج عمر على الأوضاع المشتعلة في البلاد باعتبارها سببا آخر يقف وراء تشكيل الحكومة خاصة في ظل انهيار الوضع الاقتصادي، وحالة الفوضى في أعقاب الانسحاب الأميركي، خاصة أن طالبان سيطرت على البلاد في 10 أيام.
وفي ساعة متأخرة من مساء الجمعة، احتفلت طالبان، بالسيطرة على إقليم بانشير، وأفاد مراسل سكاي نيوز، بإطلاق نار كثيف من قبل عناصر طالبان في سماء العاصمة الأفغانية كابل، احتفالا بسيطرة الحركة على ولاية بانشير، معقل "جبهة المقاومة الأفغانية"، فيما ذكرت أنباء أن أحمد مسعود وأمر الله صالح غادرا البلاد إلى طاجيكستان.
وفي وقت سابق الجمعة، قال عضو لجنة مقاومة بانشير، عبد القادر فقیر زاده، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن طالبان "تنشر شائعات حول سيطرتها على مواقع داخل بانشير، ضمن الحرب النفسية والإعلامية التي تشنها، بعد فشل المفاوضات بين المقاومة والحركة".
وقالت طالبان إنها سيطرت على 10 مواقع داخل بانشير، لكن فقير زاده نفى ذلك، مؤكدا أنه "لم تطأ قدم أي عنصر من طالبان الوادي".
من جانبه، حث المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة لسكاي نيوز عربية، ستيفان دوجاريك، يوم الجمعة، المجتمع الدولي على تقديم الدعم للمنظمة، من أجل تأمين احتياجات الشعب الأفغاني، في ظل مخاوف متزايدة من تردي الوضع الإنساني بالبلاد.
وقال دوجاريك، في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربية"، "سنبقى في أفغانستان من أجل مساعدة الشعب هناك"، مضيفا أن البلاد في حاجة إلى قائمة كبيرة من المساعدة.
وأشار إلى وجود 18 مليون أفغاني يعتمدون على المساعدات الإنسانية، سواء كان ذلك طعاما أو دواء أو تعليما، "ثمة حاجة إلى هذه الأمور في أفغانستان".