بعدما أعلنت طالبان حشد مقاتليهها إلى ولاية بانشير شمالي العاصمة الأفغانية كابل، أكدت الحركة المتشددة، الاثنين، أن الولاية المعارضة باتت تحت الحصار.
وولاية بانشير تعني بلغة الداري "الأسود الخمسة"، لا تبعد عن كابل سوى 64 كيلومترا شمالا.
وهي الولاية الوحيدة خارج سيطرة طالبان، وتعد معقلا للمناهضين للحركة طالبان، وعلى رأسهم أحمد مسعود، نجل أحمد شاه المسعود الذي اغتيل عام 2001، قبيل يومين من هجمات 11 سبتمبر.
وكان مسعود قائد ما يعرف بـ"جبهة المقاومة الوطنية" ضد السوفيت ثم حركة طالبان، خلال تسعينيات القرن الماضي.
وخلال الأيام الماضية، لجأ ما تبقى من قوات الحكومة الأفغانية إلى وادي بانشير المعروف بتضاريسه الصعبة، بالإضافة إلى نائب الرئيس السابق أمر الله صالح.
وشكل هؤلاء كلهم ما يعرف بـ"لجان المقاومة" ضد حركة طالبان.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن طالبان أن مقاتليها حاصروا القوات المناهضة للحركة في وادي بانشير الأفغاني لكنهم يسعون إلى التفاوض بدل المواجهة.
وقال الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في تغريدة إن مقاتلي الحركة "متمركزون قرب بانشير"، مؤكدا بأن المنطقة محاصرة من ثلاث جبهات.
وأضاف أن طالبان تحاول "حل المسألة سلميا".
حشد قوات طالبان
وكانت حركة طالبان أعلنت في وقت سابق أن المئات من مقاتليها توجوا إلى منطقة بانشير، بعد رفض مسؤولي الولاية المحليين تسليمها بشكل سلمي.
وذكرت تقارير عدة أن اشتباكات وقعت خلال الليل.
ولا تزال بانشير، المعروفة بدفاعاتها الطبيعية إذ لم تتمكن القوات السوفيتية ولا مقاتلو طالبان في الماضي من اختراقها قط.
ويحيط بالوادي خندق ضيّق يجعل دخول المنطقة ومغادرتها أمرًا صعبًا للغاية بالنسبة للقادمين من الخارج، إذ يتعيّن على القوات المتمركزة في مناطق أكثر ارتفاعا نقلهم.
وكان متحدث باسم جبهة المقاومة الوطنية" المناهضة لطالبان بقيادة مسعود قال إإن القوة مستعدة "لنزاع طويل الأمد" لكنها تفضل التفاوض على حكومة تمثل مختلف الأطراف.
وأضاف أن شروط اتفاق السلام مع طالبان "تقوم على اللامركزية، وهو نظام يضمن العدالة الاجتماعية والمساواة والحقوق والحرية للجميع".