لا تنعم محبوبة راوي بقدر كاف من النوم هذه الأيام، فالقلق يعصف بها على "الألف طفل" الذين ترعاهم منظمتها الخيرية "وعد محبوبة" في أفغانستان.
في صباح الأربعاء، تحدثت محبوبة إلى موظف في إحدى دور الأيتام الأربع التي تديرها منظمتها في أفغانستان، وأبلغها أن العاملين خائفون الآن مع هيمنة طالبان، وفق "رويترز".
وقالت محبوبة: "أشعر بالخوف على حياة أطفالي. أنا أم لألف طفل وقلقة على أمنهم وسلامتهم وما قد يحدث مستقبلا في عملي".
وفي عام 1984، فرت محبوبة (52 عاما) من أفغانستان إبان الغزو السوفيتي إلى أستراليا، ووقتها كانت ابنة 18 عاما.
حياة من أجل الأطفال
وفي 1992 فقدت ابنها البالغ من العمر 6 أعوام في حادث غرق، وتعهدت بعدها بتكريس حياتها لإنقاذ الأطفال.
وأسست محبوبة منظمة أطلقت عليها "وعد محبوبة"، إلى جانب دور الأيتام الأربع، تدير منظمتها عيادة طبية و5 مدارس للأطفال والأرامل في أفغانستان.
وأثارت سيطرة طالبان السريعة على أفغانستان بعد قرار الرئيس الأميركي جو بايدن سحب قوات بلاده من هناك، تساؤلات بشأن مستقبل عملها.
ويخشى الكثير من الأفغان أن تعود طالبان إلى سابق عهدها من الممارسات المتشددة، خلال سنوات حكمها الممتدة بين عامي 1996 و2001.
وقالت محبوبة: "أعمل بأقصى طاقتي وأريد أن أواصل عملي حتى مماتي. آمل أن يحترموا ذلك".
ورغم أن طالبان حرصت على تصدير صورة معتدلة وتعهدت بعدم الانتقام من معارضيها واحترام حقوق المرأة والأقليات والأجانب، يشكك كثيرون داخل البلاد وخارجها في ذلك، وما زالوا يخشون الحملات على الأعداء القدامى والناشطين.
ومع اشتداد القتال واستمرار تقدم طالبان، اضطرت محبوبة إلى نقل أطفالها الأيتام من دار إلى أخرى حرصا على سلامتهم.
وقالت: "أريد أن تحترم طالبان ما فعلته، ما فعلته هو ما أمرنا النبي بعمله: رعاية الأرامل والأيتام".