كشف مسؤول عسكري أميركي في البنتاغون لـ"سكاي نيوز عربية"، الثلاثاء، أن لدى دوائر الاستخبارات العسكرية ورئاسة الأركان "قلق كبير" حيال مصير الأسلحة الأميركية لدى الجيش الأفغاني المنهار، خصوصا قدرات سلاح الجو المنتشرة في عدة قواعد، أبرزها في مدن قندز ومزار الشريف وجلال أباد وقندهار ومطار "حامد كرزاي الدولي".
وردا على سؤال لـ"سكاي نيوز عربية"، إزاء إمكانات التعامل مع هذا التهديد، قال المسؤول في البنتاغون إن "لدى سلاح الجو الأفغاني أكثر من 200 طائرة ومروحية، من بينها طائرات (سوبر توكانو) المجهزة بصواريخ جو - أرض من طراز (هيل فاير)".
منا لديه مقاتلات هليكوبتر من طراز "بلاك هوك"، فضلا عن طائرات نقل من نوع "هيركوليز" من طراز "سي 130"، وطائرات شحن من نوع "بوينغ 727"، ناهيك عن عشرات الدبابات المجهزة بصواريخ مضادة للمدرعات وأجهزة رادار متطورة وآليات تحمل صواريخ موجهة عن بُعد، وغيرها من القدرات العسكرية.
وأضاف المسؤول أن البنتاغون أبلغ البيت الأبيض "مدى خطورة استخدام حركة طالبان هذه المعدات والآليات لأغراض إرهابية، أو ربما انتقالها إلى أيدي منظمات إرهابية مثل "القاعدة" وشبكة "حقاني" و"لشكر طيبه"، التي تسعى كلها أيديولوجيا إلى إلحاق الأذى بالمصالح الأميركية، وتهديد الأمن القومي للولايات المتحدة في المنطقة.
وفيما يتعلق بالسيناريوهات المطروحة لمعالجة هذا التهديد غير المسبوق، قال المسؤول، وهو غير مخول له بالحديث عن هذا الموضوع نظرا لحساسيته، إن "البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي أُبلغا بخطط طوارئ عسكرية أميركية للتعامل مع ما يمكن أن يستجد في المرحلة المقبلة من تهديدات إرهابية، وأن كل الخيارات مطروحة، بما فيها تدمير قدرات المؤسسات العسكرية التابعة للجيش الأفغاني، ومن بينها القواعد العسكرية، عبر ضربات جوية".
وختم المسؤول حديثه بالقول، إن الأمر يتعلق الآن وفي القريب العاجل بقرار من الرئيس الأميركي جو بايدن، كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وتابع: "بالتالي فإن واشنطن تنتظر حاليا ما تقوم به وساطات بعض الدول مع طالبان، وتحديدا قطر وتركيا وباكستان، إلا أن ذلك لا يبدو أنه سيبدد الخطر المحدق والمتنامي يوما بعد يوم للتهديدات، الذي يمكن أن يؤدي لمواجهة عسكرية جوية، بعد إخلاء القوات الأميركية لمطار كابل في غضون الأيام القليلة المقبلة".
يذكر أن مصادر في البنتاغون أوضحت لـ "سكاي نيوز عربية"، أن الجيش الأفغاني الذي كان يضم في 312 ألف عنصر، تقوده ألوية عسكرية بقيادة نحو ألف ضابط برتبة جنرال.
وأشارت إلى أن هؤلاء الجنرالات تلقوا جميعا تدريبات خاصة في قواعد عسكرية تابعة للجيش الأميركي، أبرزها في قاعدة "فورت بينيغ" في ولاية جورجيا، منوهة إلى أن ثمة تساؤلات عن مصير هؤلاء الجنرالات الذين كانوا يعملون عن قرب مع القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان.