نشرت وكالة الأنباء الفرنسية لقطات تظهر تشييد تركيا جدارا اسمنتيا على الحدود مع إيران، تحسبا لموجات النزوح من أفغانستان.
والجدار لم يبن، خلال الأيام الأخيرة، كما يظن البعض بل منذ وقت طويل، حيث كانت المؤشرات تتجه نحو اضطرابات في أفغانستان، وهو ما يعني بالضرورة فرار المدنيين بحثا عن ملاذ آمن.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال كلمة بثها التلفزيون: "نواجه موجة جديدة من اللاجئين الأفغان عبرالحدود الإيرانية" مشيرا إلى أن هذه الموجة ستتفاقم.
وكانت موجات لجوء الأفغان نحو تركيا، قد بدأت منذ أوائل يونيو الماضي، بعدما أعلنت الولايات المتحدة نيتها الانسحاب من أفغانستان.
وذكرت تقارير أن أعداد اللاجئين الأفغان الذين وصلوا إلى تركيا في الأسابيع الأخيرة، بلغ أكثر من 80 ألفا منذ ذلك الوقت، كذلك هناك أرقام نظيرة في باكستان وإيران وطاجكستان وتركمانستان.
وقالت الباحثة والناشطة في اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان، روجهال خماداري، لموقع "سكاي نيوز عربية" في وقت سابق: "في ظل التقارير والمعلومات التي تتوارد عن نوعية قادة طالبان الجدد ومقاتليهم، إلى جانب سلوكياتهم التي يتخذونها في مناطق سيطرتهم، فإن ثلث الأفغان على الأقل سيختارون الفرار من البلاد إذا سنحت لهم الظروف".
والموجة الحالية المتوقعة من النازحين الأفغان، ستكون الثالثة في التاريخ الحديث للبلاد، إذ منذ أواخر السبعينيات من القرن المنصرم، وحينما دخل الاتحاد السوفياتي السابق كطرف في الصراع والحرب الأهلية الأفغانية، نزح أكثر من 5 ملايين أفغاني خلال عقد كامل من تلك الحرب، لم يعد إلا أقل من نصفهم إلى أفغانستان، حسب التقارير الدولية.
وفي أوائل التسعينيات، وبعد خروج الاتحاد السوفيتي من أفغانستان وتمدد الحركات الأفغانية المتطرفة، نزح 7 ملايين مواطن آخر من البلاد، أغلبيتهم المطلقة إلى باكستان وأفغانستان، لم يعد منهم بعد عام 2002 إلا نسبة قليلة جدا.
وخلال هذه السنوات الطويلة، تعرض اللاجئون الأفغان في دول اللجوء، بالذات في إيران وباكستان، لأسوء أنواع الاضطهاد الاجتماعي والسياسي والأمني والاقتصادي وسوء المعاملة، حسب تقارير متراكمة لمنظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان.