يسوء الوضع الوبائي في إيران، على وقع تفشي فيروس كورونا يوما بعد يوم، ففي غضون أسبوع واحد، قفز عدد المدن الحمراء شديدة الخطورة، حسب مؤشرات الواقع الوبائي، بزيادة 23 مدينة، لتصل لنحو 360.
وفي التفاصيل حسب وزارة الصحة الإيرانية، فقد بلغ عدد المدن ذات التقييم الأحمر شديد الخطورة، بسبب كوفيد-19 في إيران، إلى 359 مدينة، كما أن 59 مدينة مدرجة في الخانة البرتقالية، و30 مدينة أخرى ضمن الخانة الصفراء، مع عدم بقاء أية مدينة في الخانة الزرقاء.
وتشهد المستشفيات والمراكز الصحية اكتظاظا غير مسبوق، وسط امتلاء الأسرة ونقص وحدات العناية المركزة والأكسجين، وإرهاق الكوادر الطبية ونقصها، التي ما عادت تكفي لتغطية عدد الحالات الهائل والتعامل معها، بحسب المصادر الصحية الحكومية.
فيما تعاني المقابر في كبريات المدن كالعاصمة طهران وأصفهان ومشهد، من الضغط المتواصل عليها نتيجة الارتفاع المضطرد في أعداد الوفيات بين المصابين بالفيروس الفتاك، لدرجة أن عمال المقابر يعملون لساعات إضافية طويلة كي يتمكنوا من دفن ضحايا الفيروس.
ويرى المراقبون الصحيون، أن هذه الأرقام المخيفة مؤشر لتضاعف كارثة فتك الوباء بإيران، محملين السلطات المسؤولية عن هذا التدهور الوبائي الخطير الذي يحصد أرواح آلاف المواطنين.
وتعالت على أثر ذلك، دعوات لمحاكمة المرشد الإيراني علي خامنئي، لتسببه في وفاة عشرات آلاف الإيرانيين، بسبب قراره مقاطعة اللقاحات الأميركية والغربية، مما نجم عنه حرمان أولئك الضحايا من فرصة النجاة لو أنهم تلقوا اللقاح ضد الفيروس.
وبحسب مصادر حقوقية إيرانية، فإن السلطات قد اعتقلت ليلة السبت، مجموعة من النشطاء والحقوقيين ممن طالبوا بمحاكمة خامنئي، وسط تصاعد السخط الشعبي من فشل النظام الإيراني في مواجهة فيروس كورونا.
ويقول الناشط المدني الإيراني، هوزان شريف: "ما يحدث في إيران هو إبادة جماعية من نوع مختلف، حيث لم توفر السلطات اللقاحات بل منعتها، تحت شعار أنها من صنع الشيطان الأكبر، وفي النتيجة ها نحن أمام انهيار صحي كارثي يحصد أرواح الإيرانيين بلا رحمة ولا توقف".
ويضيف: "كشفت أزمة كورونا كم أن هذا النظام عاجز وفاشل، وهو مسؤول عن هذه الكارثة التي حلت بإيران، لتضاف لسجل الكوارث التي ألحقها بالبلاد على مدى عقود من تسلطه".
ويردف شريف: "الخلل بالدرجة الأولى سياسي وليس صحيا، حيث تمتلك البلاد طاقات وكوادر بشرية طبية جديرة ومتمكنة، لكن من يتحمل المسؤولية عن هذا الانفلات الوبائي هو النظام الحاكم، عبر فشله في إدارة أزمة انتشار الفيروس، واعتماده لغته الشعاراتية المتخشبة، حتى في التعاطي مع أزمة صحية وإنسانية ملحة كالتي تعيشها إيران في ظل الوباء".
وتعد إيران من بين أكثر دول المنطقة والعالم تضررا من الوباء، حيث يقارب عدد الإصابات بالفيروس الفتاك 4 ملايين ونصف المليون إصابة، وقارب عدد الوفيات 100 ألف حالة، فيما تحوم شكوك حول دقة هذه الأرقام المعلنة من قبل وزارة الصحة الإيرانية، ويسود اعتقاد واسع داخل إيران وخارجها بأن الأعداد أكبر بكثير.