في تحرك مكثف للمعارضة الإيرانية، أصدرت 13 منظمة وحركة وحزب سياسي بيانا مشتركا لـ"الأمة الإيرانية" تعلن التنسيق فيما بينها من أجل تمهيد الطريق لـ"التضامن الوطني لإنقاذ إيران"، وذلك بعد يوم من تولي إبراهيم رئيسي رئاسة البلاد.
ووفق تعليق خبراء لـ"سكاي نيوز عربية" فإن الأمور مهيأة للتصعيد، خاصة وأن تحرك المعارضة يتزامن مع توالي تصريحات بريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل بتجهيز رد شديد على استهداف ناقلة النفط في بحر العرب، وسط اتهامات لطهران بالوقوف خلفه، لكن المعارضة تواجه عقبات قد تعطل حلمها بإسقاط نظام الحكم عما قريب.
وكتبت 13 منظمة وحركة وحزب بيانا مشتركا للشعب الإيراني، الأربعاء، أعربت فيه عن دعمها لإسقاط نظام الحكم، قائلة "إننا مصممون على تعزيز هذا التعاون في أقرب وقت ممكن إلى مستوى من التنسيق المنظم" من أجل تمهيد الطريق لـ "التضامن الوطني لإنقاذ إيران".
ومن بين الموقعين على البيان؛ الجبهة الوطنية الإيرانية في الخارج ، الحزب الدستوري الإيراني، وشبكة فرشكارد، والمنظمة الخارجية للحزب الإيراني، ومنظمة "التحالف من أجل بداية جديدة"، وحزب الحرية والرفاه في إيران، والمجتمع الديمقراطي الاجتماعي لإيران، والحزب الديمقراطي العلماني لإيران، ومنظمة نساء من أجل الحرية والمساواة، وحركة الديمقراطية العلمانية في إيران.
ويقول البيان إن هذه المنظمات تؤمن بـ "الديمقراطية والعلمانية، وسلامة أراضي إيران، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان".
حملات دولية
منظمة الجبهة الوطنية الإيرانية في الخارج علَّقت في موقعها الإلكتروني على تنصيب الرئيس الجديد، إبراهيم رئيسي، بقولها إن نظام الجمهورية الإسلامية اليوم هو أكبر عقبة أمام تحقيق الحرية والازدهار ويجب تفكيكها واستبدالها بجمهورية قائمة على الديمقراطية وفصل الدين عن الحكومة، داعية إلى القيام بـ"حملات دولية مشتركة بأقصى مساعدة من الإيرانيين" من أجل هذا الهدف.
فرصة تواجه عقبات
الخبير في الشأن الإيراني، محمود جابر، يرى أن عملية تنسيق وتوحد المعارضة خطوة مهمة، مع تصاعد التوترات بين طهران والعواصم الغربية.
وأضاف جابر لـ"سكاي نيوز عربية" أن الأوضاع مهيأة للتصعيد بعد حادثة ناقلة النفط، بالإضافة إلى الأوضاع الداخلية ووصول شخصية محسوبة على الحرس الحديدي للنظام إلى رأس السلطة.
ولفت إلى وجود صراع عائلات داخل النظام الإيراني "اليوم مع القبضة القوية للحرس الحديدي للنظام، واستبعاد عائلات نافذة من المشهد السياسي، كعائلات لاريجاني ورفسنجاني والخميني، يكشف عن وجود أزمة داخل هذا النظام".
واستبعد القائمون على الانتخابات الرئاسية، تحت إشراف المرشد علي خامنئي، علي لايجاني، رئيس البرلمان الإيراني السابق، من سباق الترشح للانتخابات الرئاسية، وتصاعد الخلاف بين عائلة الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني وخامنئي؛ حتى دعت فائزة هاشمي ابن رفسنجاني إلى مقاطعة الانتخابات، ولم يوافق خامنئي على ترشح حسن حفيد الموسوي الخميني للرئاسة، كما يبرز الرئيس الأسبق أحمدي نجاد كمعارض شرس للنظام.
وتابع الخبير في الشأن الإيراني، أن هذه القوى السياسية الداخلية والخارجية سوف تتمكن من إحداث حراك في الداخل الإيراني، ضمن أدوات تحرك الواقع.
غير أن جابر نبَّه إلى أن سقف التوقعات ليس عاليا بالدرجة التي تنتظرها المعارضة الآن، فرغم قدرتها على إحداث التحرك في الشارع، إلا أنها قد لا تستطيع إسقاط النظام؛ لأن تغيير النظام سيأتي وفق إستراتيجية تسمح لإيران بأن تكون جزء من عمل ما في منطقة الشرق الأوسط، في إشارة فيما يبدو إلى أن توقيت هذا السقوط وتهيئة البديل يخضع لحسابات دولية قد لا تتفق دائما مع حسابات المعارضة.
الحلقة المفقودة بين السكان
الكاتب السياسي الإيراني، محمد رحماني فر، اعتبر أن تحالف المعارضة يشكل تحركا جديدا، إلا أنه نبَّه إلى وجود عقبة أخرى، وصفها بالحلقة المفقودة، وهي غياب المعارضة الممثلة للشعوب غير الفارسية داخل إيران، كالأتراك "الآذر" وعرب الأحواز، والبلوش، والأكراد، وغيرهم.
وأضاف "رحماني فر" لـ "سكاي نيوز عربية" أنه حتى الآن لم تتواصل المعارضة الفارسية مع ممثلي الشعوب غير الفارسية، وبدون التنسيق معهم سيكون هناك خلل في عمل جبهة موحدة لتحقيق هدف إسقاط النظام.
ولفت المحلل الإيراني إلى أن التباين بين الطرفين كان واضحا في شعارات الاحتجاجات التي شهدتها البلاد الأسابيع الأخيرة، فشعارات احتجاجات مناطق العرب والأحواز والترك تخص السعي إلى الاستقلال أو على الأقل الحكم الذاتي، أما احتجاجات الفرس في طهران فركزت على المطالبة بإسقاط النظام الذي تصفه بـ"الديكتاتورية الدينية".
وفيما يخص التصعيد الخارجي، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، في مقابلة مع موقع "واي نت" التابع لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية استعداد بلاده لشن هجوم عسكري على إيران، واصفا إياها بأنها "مشكلة عالمية".
وكانت ناقلة نفط تدار من قبل شركة يملكها ملياردير إسرائيلي، تعرضت لهجوم في بحر العرب قبل أسبوع، أدى إلى مقتل اثنين من أفراد الطاقم، هما بريطاني وروماني، واتهمت تل أبيب وواشنطن ولندن وبوخارست إيران بالمسؤولية، فيما ترفض طهران هذا الاتهام.
كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن أنتوني بلينكن بحث مع نظيره البريطاني دومنيك راب، الأربعاء، الجهود المستمرة للقيام برد منسق على إيران.