أعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي، مقتل عدد من قادة تنظيم "داعش" الإرهابي، على رأسهم عبد الحكيم الصحراوي، في الصحراء الكبرى بأفريقيا، واعتقال عدد آخر من قادة التنظيم على يد قوة "برخان" الفرنسية وشركائها خلال الأسابيع الأخيرة.
ووفق بارلي، فإن فرنسا تأكدت من مقتل الإرهابي عبد الحكيم الصحراوي، في عملية عسكرية مايو الماضي، وإن القوات الفرنسية تمكنت من القضاء على 6 إرهابيين من قيادات تنظيم"داعش"، بينهم الإرهابي المحمود الباي الملقب بـ"الكاري" والذي كان يقود تنظيما فرعيا لداعش في منطقة "ميناكا" الواقعة على الحدود بين مالي والنيجر.
والإرهابي عبد الحكيم الصحراوي أحد أبرز الوجوه المعروفة إعلاميا في تنظيم "داعش" بالصحراء الكبرى، حيث ظهر في عدد من مقاطع الفيديو التي بثها التنظيم وهو يقوم بقطع رؤوس ضحاياه، وأبرزها عملية قطع رأس عمدة منطقة آجورا في عام 2019.
من جانبه، قال إبراهيم صالح رئيس تحرير موقع "الساحل نيوز" لـ"سكاي نيوز عربية" إن مصادر مطلعة أكدت أن الصحراوي لقي مصرعه على يد القوات الفرنسية بعد أن شنت قوات عملية "برخان" هجوما بطائرات مسيرة على موكبه في منطقة "ميناكا" قرب الحدود المالية النيجرية.
و"برخان" هو اسم العملية الفرنسية العسكرية التي انطلقت سنة 2014 لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي الغربي المكونة من (مالي وتشاد وكوت ديفوار والنيجر وموريتانيا)، ومشكلة من ما بين 3000- 4500 مقاتل.
وبحسب صالح فإن المصادر أوضحت أن الصحراوي كان يتواجد في منطقة بين مالي والنيجر لأنه متزوج هناك، وتمكنت الغارة الفرنسية التي استهدفته من إصابته بإصابات بالغة أدت إلى وفاته، لافتا إلى أن عملية اغتيال الصحراوي تعد ضربة قاسمة لتنظيم "داعش" في الساحل الأفريقي الغربي.
وإضافة لهذه الضربة، شنت قوة "برخان" وجنود نيجيريون وقوة "تاكوبا" الأوروبية عملية مشتركة في يونيو الماضي، في منطقة ليبتاكو الواقعة على الحدود المشتركة بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو، تم فيها اعتقال قياديين بارزين في تنظيم "داعش"، هما الموريتانيان سيدي أحمد ولد محمد الملقب بـ"الخطاب الموريتاني"، ودادي ولد شعيب الملقب بـ"أبو الدرداء".
تراجع عن تعليق "برخان"
وأعلنت فرنسا، الجمعة، أنها ستستأنف العمليات العسكرية المشتركة في مالي بعد أن علقتها في 3 يونيو الماضي، عقب الانقلاب الذي قاده الكولونيل أسيمي غويتا، وهو ثاني انقلاب تشهده الدولة الواقعة في غرب إفريقيا في أقل من عام.
وحين كانت باريس تتخذ قرار التعليق، برره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقوله إنه "لن يبقى إلى جانب بلد لم تعد فيه شرعية ديمقراطية ولا عملية انتقال سياسي".
ويشرح المحلل السياسي المالي عبد الله ميغا سبب تراجع فرنسا عن قرارها بتعليق عملياتها العسكرية بقوله: "إن فرنسا لم تكن تفكر في إنهاء عملية "برخان" ولكنها كانت تسعى إلى توسيع العملية العسكرية في هذه المنطقة، حتى تكتسب شرعية دولية وضم لاعبين رئيسيين إلى العملية في هذه المنطقة مثل السنغال وكوت دفوار".
وأضاف ميغا في حديث لـ "سكاي نيوز عربية" أن فرنسا "حتى الآن عاجزة عن اتخاذ وضعها بالشكل الصحيح عسكريا وسياسيا في المنطقة؛ حيث تلاحظ التناقض الصارخ بين موقفها من تولي محمد إدريس ديبي الحكم في تشاد خلفا لوالده (بدون انتخابات باعتباره رئيس للمجلس العسكري الذي يقود المرحلة الانتقالية بعد مقتل والده أبريل الماضي)، بل وحضور ماكرون حفل تأييد الرئيس محمد إدريس، بينما تلوح بمواقف صارمة من الانقلاب في مالي".
كما أن فرنسا "لم تستطع حتى الآن حسم معركتها ضد الجماعات الإرهابية التي أصبحت مع الوقت أمرا واقعا يتمدد ويسجل مزيدا من المكاسب، عكس الجانب الفرنسي الذي يبدو أنه يترنح في الساحل وفي أفريقيا، حيث لم تستطع فرنسا منذ التدخل في مالي 2013 حسم أي ملف كما هو الحال في الدول التي تتواجد فيها" بحسب المتحدث ذاته.
وردا على سؤال "سكاي نيوز عربية"، حول قدرة عملية "برخان" على فرض السيطرة الأمنية في منطقة الساحل الأفريقي، قال عبد الله ميغا، إنه من المستحيل أن تستطيع "برخان" وحدها فرض السيطرة على الساحل، ما لم يتم حل الأزمة في ليبيا، وتحقيق الأمن وفرض السيطرة على حدودها الجنوبية، داعيا الجيش في مالي إلى أن يقف صفا واحدا للمواجهة وعدم التعويل على عملية "برخان" بمفردها.