أقر مجلس النواب الأميركي تشريعا يجيز إزالة أعمال فنية من مبنى الكابيتول، تكرم أشخاصا لديهم إرث من الدفاع عن العبودية، وخدمة الكونفدرالية.
وأجيز القرار في مجلس النواب بموافقة 285 مقابل 120، إذ انضم 67 مشرعا جمهوريا إلى جهود الديمقراطيين.
وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في المجلس، والراعي الأساسي لمشروع القانون، ستيني هوير: "يجب ألا ننسى التاريخ، يجب أن نتعلم من التاريخ"، مشددا على وجوب "ألا نحترم ما يفسد المبادئ التي نعتقد أننا نتمسك بها"، وأن الوقت قد حان "لإزالة رموز العبودية والفصل العنصري والفتنة من هذه القاعات".
ويأمر التشريع بإزالة بضعة تماثيل كونفدرالية معروضة حاليا في مبنى الكابيتول، حيث لا تسمح القواعد الحالية بإزالة أي تمثال إلا بموافقة حكومة الولاية التي ساهمت به.
وتشمل تلك التماثيل شخصيات عديدة، مثل جيفرسون ديفيس، رئيس الولايات الكونفدرالية، التي أعلنت انفصالها عن الاتحاد عام 1861، وألكسندر هاملتون ستيفنس، نائب رئيس الكونفدرالية، وويد هامبتون، وهو مزارع من ولاية ساوث كارولينا عمل كضابط عسكري في الكونفدرالية وأصبح حاكما وعضوا في مجلس الشيوخ.
وبموجب التشريع، سيحل تمثال لثورغود مارشال، أول قاض أميركي من أصل إفريقي يخدم في المحكمة العليا، مكان تمثال نصفي لرئيس المحكمة العليا السابق روجر تاني، الذي كان يؤمن بأن السود يفتقرون إلى حقوق المواطنين.
ومن بين التماثيل الأخرى، التي تصور أشخاصا لهم تاريخ في الدفاع عن تفوق البيض، وتم تحديدها في التشريع، عمل يمثل تشارلز أيكوك، الذي شغل منصب حاكم ولاية نورث كارولينا، وآخر يمثل جون سي كالهون، نائب الرئيس السابق وعضو الكونغرس من ولاية ساوث كارولينا، وجيمس بول كلارك، عضو مجلس الشيوخ السابق وحاكم آركنسا.
وكانت نورث كارولينا وآركنسا تعملان بالفعل على استبدال التمثالين، كما تعمل فلوريدا على استبدال تمثال إدموند كيربي سميث، الجنرال الكونفدرالي، بآخر للناشطة الحقوقية ماري جين ماكلاود بيثون.
وقد تمت إزالة تمثال لروبرت إي لي، قائد الجيش الكونفدرالي، من مبنى الكابيتول في ديسمبر، بناء على طلب قادة ولاية فرجينيا. وسيستبدل بتمثال لباربرا جونز، ناشطة الحقوق المدنية التي قادت في منتصف القرن العشرين، مسيرة طلابية في فيرجينيا، للاحتجاج على الفصل العنصري في المدارس.
وجادل بعض الجمهوريين المعارضين للتشريع، بأنه يقوض سلطة الولايات من دون داع، خاصة وأن بعض الولايات الجنوبية تحركت بالفعل لاستبدال تماثيل.
وقال النائب الجمهوري عن آركنسا، بروس ويسترمان، إن مشروع القانون "الذي يسمي تماثيل هي في طور الاستبدال ليس أكثر مما أعتقد أنها محاولة من الديمقراطيين لإفشال سلطة الولايات قبل الأوان".
ووصفت النائبة المحافظة عن ولاية جورجيا، مارجوري تايلور غرين، التشريع بأنه "انتزاع للسلطة". وكتبت في تغريدة على تويتر، أن "كل الطغاة عبر التاريخ يهدمون التماثيل ويحاولون محو التاريخ من أجل السيطرة بقبضة من حديد".
وكان مجلس النواب الأميركي قد أقر في السابق نسخة من مشروع القانون، العام الماضي، بالتزامن مع الاحتجاجات التي عمت البلاد ودعت إلى العدالة العرقية، عقب وفاة جورج فلويد، على يد شرطي سابق في مينيابوليس.
لكن مشروع القانون توقف في مجلس الشيوخ، حيث كان لا يزال يسيطر عليه الجمهوريون في ذلك الوقت.
ويأمل المؤيدون في نتيجة مختلفة الآن، بعد أن أصبح الرئيس جو بايدن في البيت الأبيض، مع سيطرة الديمقراطيون على مجلس الشيوخ.