دانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية افتتاح هندوراس سفارة لها في مدينة القدس المحتلة، معتبرة ذلك "انتهاكا جسيما للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، التي تؤكد على المكانة والوضع القانوني والتاريخي القائم لمدينة القدس".
وأكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية سعيد أبو علي في تصريح صحفي، أن "هذا الموقف اعتداء سافر على حقوق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته"، محذرا من انعكاساته وانتكاساته على العلاقات العربية مع هندوراس.
وكانت هندوراس قد أعلنت نقل سفارتها إلى القدس، الخميس، بعد عقود من عملها في مدينة تل أبيب، في محاولة منها لبناء علاقات أوثق مع إسرائيل، لتصبح رابع دولة تنقل سفارتها إلى المدينة.
وكانت هندوراس الواقعة في أميركا الوسطى قد افتتحت سابقا مكتبا تجاريا في القدس، كاسرة بذلك سياسة الحياد المستمرة منذ عقود في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
واستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لبيد، رئيس هندوراس خوان أورلاندو هرنانديز ووزير الخارجية ليساندرو روساليس، في حفل صغير لتدشين السفارة في بهو مبنى للمكاتب في الحديقة التكنولوجية جنوب القدس.
وقال هيرنانديز: "أنا هنا اليوم مع وفدنا لتدشين سفارة هندوراس في القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل".
وأضاف: "أتمنى بصدق أن يحافظ الرئيس القادم لهندوراس، بغض النظر عن الحزب الذي ينتمي إليه، على هذا القرار. سأقاتل من أجل هذا".
ومن المقرر أن تفتتح إسرائيل مكتبا دبلوماسيا في تيغوسيغالبا عاصمة هندوراس.
وشكر بينيت لهندوراس "وقوفها الدائم إلى جانب إسرائيل في المحافل الدولية (...) وفي بعض الأحيان تدفع الثمن".
في وقت سابق من هذا الشهر، قال هيرنانديز إن نقل السفارة إلى القدس سيفيد قطاعات الزراعة والابتكار والسياحة في بلاده.
وقال مكتب بينيت إنه قبل الحفل وقع وزراء الخارجية مذكرات تفاهم بشأن التعاون في مجالات الزراعة والمياه والصحة والتعليم والابتكار.
وواجهت هندوراس صعوبة في الحصول على لقاحات ضد "كوفيد 19" لاحتواء الوباء الذي اجتاح مستشفياتها، فتبرعت لها إسرائيل في فبراير الماضي بخمس آلاف جرعة من لقاح "موديرنا".
وتنضم هندوراس إلى عدد صغير من الدول التي نقلت سفاراتها إلى القدس، على غرار الولايات المتحدة وكوسوفو، وجارتها غواتيمالا.