دخلت إيران مرحلة الصمت الانتخابي، وذلك قبل 24 ساعة من بدء التصويت في الانتخابات الرئاسية الإيرانية في نسختها الثالثة عشرة، منذ قيام الجمهورية، لاختيار رئيس جديد لأربع سنوات قادمة.
وصرح وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي، أن مراكز الاقتراع ستفتتح أبوابها صباح اليوم الجمعة من الساعة 7 صباحا بالتوقيت المحلي إلى الساعة 12 من منتصف الليل، مع إمكانية تمديد عملية الاقتراع إلى الثانية من بعد منتصف الليل، في حال استمرار إقبال الناخبين على التصويت.
وأشار وزير الداخلية الإيراني إلى أن عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت يبلغ 59 مليونا و310 آلاف و307 ناخب، وأن عدد المراكز الانتخابية التي سيجري فيها الاقتراع يبلغ 66 ألفا و800 مركز انتخابي في عموم إيران.
وفيما يمكن اعتباره علامة على القلق العارم، الذي ينتاب النظام الإيراني من مقاطعة شعبية واسعة للانتخابات، رغم الضغوط والقمع، أكد المرشد الإيراني علي خامنئي، قبل يومين، أن "عدم مشاركة الشعب كما يجب في الانتخابات تعني الابتعاد عن النظام الإسلامي، وإذا قل حضور الناس في الانتخابات يوم الجمعة فسوف نشهد ضغوطا أكبر من قبل الأعداء".
وقال خامنئي في خطاب إنه "إذا أردنا إنهاء أو تخفيف ضغوط العدو، فإن الطريق إلى ذلك يكون بزيادة المشاركة في الانتخابات، ويجب أن يرى العدو دعم الشعب لهذا الحدث".
وبعيد كلام خامنئي، أصدر الحرس الثوري الإيراني، بيانا دعا فيه "مشاركة كثيفة" في الانتخابات، بالقول إن: "كل صوت سيكون بمثابة صاروخ موجه ضد جسد الذين لا يريدون خيرا لإيران".
وقال سكرتير حزب كومله الكردي الإيراني، عمر ايلخاني زاده، في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية": "حتى وسائل إعلام نظام المرشد وبياناته الرسمية، تقر بأن نسب المشاركة في هذه الانتخابات الرئاسية ستكون في الحضيض، مما يفسر استنفار خامنئي وحرسه الثوري في دعوتهما الناس للتصويت والمشاركة".
وأضاف أن "مردود دعواتهما ستكون عكسية تماما، إذ إن الإيرانيين فرسا وعربا وأكرادا وآذريين وبلوشا، سيزدادون بذلك إصرارا على المضي في المقاطعة، وعدم الإسهام في مسرحية باتت مبتذلة تماما بفعل تكرارها على مدى 4 عقود، والنتيجة ما نراه من خراب ودمار في بلد عريق وغني بتعدده القومي والإثني، وبثرواته وموارده البشرية والطبيعية والحضارية، والتي يسخرها نظام ولاية الفقيه، لتمويل نفسه والمجموعات الإرهابية المرتبطة به في مختلف بلدان المنطقة، كحزب الله اللبناني، وأمثاله من جماعات متطرفة في العراق واليمن وغيرهما".
وقال ناشط سياسي معارض من داخل إيران، في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية": "النظام يضحك على نفسه وهو يعلم علم اليقين، أن الإيرانيين لا يملكون ترف الانغماس معه في هذه المهزلة المسماة انتخابات، فالناس بالكاد تجد ما يسد جوعها، وسط أزمات اقتصادية واجتماعية لا حصر لها، ذلك أن النظام المهجوس بالقمع والكبت بالداخل وبالتوسع والتمدد للخارج، واستعداء مختلف دول العالم، لم يجلب لنا في إيران سوى المصائب والكوارث والفقر والجوع".
يذكر أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية ستجري في إيران والخارج اليوم الجمعة، ويتنافس فيها 4 مرشحين هم: إبراهيم رئيسي، محسن رضائي، أمير حسين قاضي زاده هاشمي، وعبد الناصر همتي، بعد انسحاب المرشحين محسن مهر علي زاده وعلي رضا زاكاني، وسعيد جليلي، في مؤشر اعتبره مراقبون دليلا إضافيا على أن إبراهيم رئيسي هو من سيظفر بالمنصب الرئاسي.
وبحسب استطلاعات رأي رسمية وشبه رسمية إيرانية، فإن نسب المشاركة في الانتخابات الحالية ستتراوح بين 30 إلى 40 في المئة، مما يعني أن المقاطعة ستكون واسعة، وأن النسب ستكون أقل من ذلك بكثير، بحسب استطلاعات ومعلومات المعارضة الإيرانية على اختلاف توجهاتها.