في يوليو 1995، هزت صورة في الصفحات الأولى للصحف، جميع أنحاء العالم، وسلطت الضوء على بشاعة مذبحة سربرينيتسا.
وظهرت في الصورة امرأة ترتدي تنورة بيضاء وسترة حمراء، تتدلى مشنوقة من شجرة في غابة خارج سربيرينيتسا شرقي البوسنة، وكتب عليها:"المرأة المعلقة".
وكانت المحكمة الدولية في لاهاي، قد أصدرت الحكم النهائي، قبل أيام، بالسجن المؤبد، للقائد العسكري السابق لجيش صرب البوسنة راتكو ملاديتش، لتكتمل آخر فصول "سفاح البلقان"، الذي ارتكب مجزرة "لا توصف"، ودفع ثمنها أعوام من الهروب والمعاناة.
وصدر الحكم النهائي بحق ملاديتش، بسبب اتهامه بالإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية التي حلت بالبوسنة والهرسك، وكان أبرزها على الإطلاق مذبحة سربرنيتسا عام 1995 والتي راح ضحيتها 8 آلاف رجل وشاب مسلم.
ووفقا لصحيفة "غارديان"، فإن صورة المرأة التي أقدمت على الانتحار شنقا، في عام 1995، كان لها أثر لا يوصف، لبدأ الحملة العالمية بملاحقة ملاديتش، السفاح الذي أصبح معروفا للعالم بعدها.
وكانت هذه المرأة المجهولة ضحية واحدة من بين 100 ألف قتيل، و 20 ألف إلى 50 ألف امرأة وفتاة مغتصبة ونحو 2.7 مليون شخص نازح.
وبعد تقص حثيث، تم اكتشاف بطلة الصورة الحزينة، التي أقدمت على الانتحار وهزت العالم، واسمها فريدا عثمانوفيتش، وكانت تبلغ من العمر 31 عاما، وكان زوجها سلمان،37 عاما، من بين ما يقدر بنحو 8000 رجل وصبي أخذتهم القوات الصربية البوسنية من سريبرينيتسا وقتلتهم.
وتظهر في الصورة، امرأة بقميص أحمر، وتنورة بيضاء، معلقة بحبل من شجرة وسط غابة كثيفة الأشجار، ويبدو رأسها من الخلف.
وقالت صحيفة "غارديان"، التي نشرت الصورة في صفحتها الأولى عام 1995، أن الصورة كانت من الأسباب القوية التي نبهت العالم لحجم المأساة التي عانتها البوسنة وقتها.
وفي 16 نوفمبر 1995، اتهمت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة كُلا من رادوفان كاراديتش رئيس جمهورية صرب البوسنة وراتكو ملاديتش قائد جيش صرب البوسنة بسبب مسؤوليتهما المُباشرة عن جرائم الحرب التي ارتكبت في يوليو 1995 ضد السكان المسلمين في سربرينيتسا.
وبعد الضغوط الدولية، هرب ملاديتش، وبقي فارا لمدة 16 سنة إلى أن اعتقل في مايو 2011، في قرية لازاريفو في شمال صربيا متخفيا تحت اسم ميلوراد كوماديتش.