تسافر نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في رحلتها الخارجية الأولى إلى غواتيمالا والمكسيك على مدى يومين، للالتقاء بعدد من المسؤولين هناك، ضمن جهود الإدارة الأميركية لوضع حد لمشكلة الهجرة غير الشرعية التي تواجهها الولايات المتحدة منذ عقود، إذ وصل عدد المهاجرين الذين لا يحملون تصريحات دخول إلى 178 ألف شخص في شهر إبريل فقط، جلهم من دول أميركا اللاتينية، وفقا لما نشرته وسائل إعلام أميركية.
هذه الرحلة الخارجية لهاريس تأتي بالترافق مع تكليفها من قبل الرئيس الأميركي جو بايدن بالعديد من القضايا العصيبة، واضعا إياها تحت الضوء لإيجاد حل لمشكلات تعد من الأكثر تعقيدا في تاريخ الولايات المتحدة، كملفي الهجرة غير الشرعية وحقوق التصويت.
هاريس، وفي زيارتها إلى المكسيك وغواتيمالا، ستبحث عن أفضل استراتيجية ممكنة للتصدي لقوافل المهاجرين غير النظاميين القادمين من دول أميركا اللاتينية إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
وأوضح ريتشارد روث الخبير في العلاقات الدولية خلال حديث خاص له مع سكاي نيوز عربية، بأن الرئيس بايدن سلم هاريس هذه الملفات بدافع من الثقة بها. فعند وصوله إلى البيت الأبيض كانت هناك أربعة ملفات ضخمة هي كوفيد 19، والاقتصاد، والهجرة غير الشرعية، إضافة إلى فقدان الثقة بين الأميركيين. وهو لا يستطيع بمفرده أن يجد حلولا لكل هذه المشاكل، لذلك قرر أن تتعامل معها هاريس، لذكائها وخبراتها، وللتخفيف أيضا مما على عاتقه من أعباء الرئاسة.
الهجرة غير الشرعية ، ليست القضية الوحيدة التي تحاول هاريس أن تجد حلا لها، فعلى طاولتها أيضا وبتوصية من البيت الأبيض، ملف حقوق التصويت في أميركا، للعمل عليه مع المشرعين في الكونغرس، وقد أوضح إليس هينكن مؤلف كتب السيرة لعدد من الشخصيات السياسية في حديث مع سكاي نيوز عربية، أن حقوق التصويت تشهد نزاعا على مستوى الولايات وفي الكونغرس، ونائبة الرئيس كامالا هاريس تستطيع أن تضغط وتجادل وتقدم خططا، في محاولة منها لتسهيل إدلاء الناخبين بأصواتهم ، مؤكدا في الوقت نفسه أن هذا نزاعا سياسيا تجد نائبة الرئيس الأميركي نفسها في خضمه.
وبالإضافة لملفي الهجرة وحقوق التصويت، تنضم هاريس لجهود الإدارة الحالية في التعامل مع العنف الناجم عن انتشار الأسلحة أيضا، وهو شأن آخر معقد يضاف الى قائمة مهامها.
تبقى الإشارة إلى أن الدستور الأميركي لا ينص على أي واجبات محددة لنائب الرئيس، ما لم يقرر سيد البيت الأبيض خلاف ذلك، وهاريس المرأة الاولى في منصبها بتاريخ الولايات المتحدة، والاولى من الأقليات العرقية أيضا، تجد نفسها عازمة على تحقيق اختراق ما في ملفات حساسة، رغم الانتقادات الحادة التي توجه لأدائها من قبل الجمهوريين.