ولد أبو محمد أبو بكر بن محمد الشيكاوي، زعيم تنظيم بوكو حرام، في بلدة شيكاو، التي تتبع منطقة ترمووا المحلية بولاية يوبي وهو ينحدر من قبائل كانوري.
تاريخ ميلاده غير معروف ولكن يقال إنه ولد بين عامي 1965 و1975 وكان يتحدث بعدد من اللغات منها الهوسا والفولاني والعربية، والإنجليزية. ويلقب بـ"دار التوحيد"، والذي يعني أنه "متخصص في علم التوحيد".
في عام 1990 انتقل شيكاو إلى منطقة مافوني في مايدوجوري ودرس تحت إشراف رجل دين تقليدي قبل الالتحاق بكلية بورنو للدراسات القانونية والإسلامية (والتي تسمى الآن كلية محمد غوني للدراسات القانونية والإسلامية). إلا أنه ترك الكلية لأسباب أيديولوجية دون الحصول على شهادة.
بعد ذلك التقى بمؤسس ما سمي بـ"جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد" محمد يوسف، وأصبح أحد مساعديه ونوابه، ليتزوج بعدها من إحدى أرامله الأربع بعد مقتل يوسف عام 2009.
تم تعيين شيكاو قائدًا للجماعة في يوليو 2009، بعد مقتل زعيم بوكو حرام، حيث نجا من الموت في حادثة إطلاق نار إصيب فيها بساقه أثناء محاولة قتله عام 2009 من قبل قوات الأمن النيجيرية في اشتباكات مع عناصر بوكو حرام.
اعتقدت السلطات النيجيرية أن شيكاو قُتل في عام 2009 خلال تلك الاشتباكات، إلى أن ظهر في مقطع فيديو يعلن فيه توليه قيادة الجماعة في يوليو 2010.
في مارس 2015، تعهد شيكاو بالولاء لزعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، وكان قبلها يدعي انتماءه للسلفية، حتى عام 2016، عندما أنهى علاقة الجماعة بتنظيم داعش.
قلاقل وانقسامات داخلية
لم تمر قيادة شيكاو لتنظيم بوكو حرام دون قلاقل أو نزاعات داخلية وصراعات على السلطة. فقد تلقى شيكاو رسالة من القاعدة في بلاد المغرب تقدم له النصيحة لكنه لم يستجب لها.
ونتيجة لقيادته غير المنظمة، انشق فصيل من بوكو حرام في عام 2012 لتشكيل جماعة أطلقت على نفسها اسم "أنصار المسلمين في بلاد السودان". ضم هذا الفصيل قائده العسكري أبو محمد البوشاوي، والمستشار الديني أبو أسامة الأنصاري، محمد أوال الغمباوي. وعلى الرغم من ذلك، بقي العديد من المسلحين والقادة مع شيكاو، بمن فيهم القائدان العسكريان أبو سعد البماوي ومحمد سلفي.
مع بقاء مجموعته على حالها في الغالب، انخرط شيكاو في صراع مع جماعة الأنصار، مما أسفر عن مقتل زعيمهم أبو أسامة الأنصاري. ونتيجة لهذا الصراع، والاعتقالات في صفوف قادة جماعة الأنصار من قبل الحكومة النيجيرية، لم تشكل جماعة الأنصار تهديدًا ا لقيادة شيكاو ولحركته الإرهابية في نيجيريا، لينتهي تنظيم جماعة الأنصار بحلول عام 2015.
كان مناصرو شيكاو من المسلحين الإرهابيين غير منضبطين وأساءوا معاملة السكان الذين واجهوهم، مما أدى إلى إنشاء ميليشيات مدنية مثل قوة المهام المدنية المشتركة لمحاربتهم. كما يُعتقد أن شيكاو قتل مستشاريه الدينيين، بمن فيهم عبد الملك الأنصاري القدوناوي وأبو العباس البنكيواني.
في يونيو 2012 ، صنفت وزارة الخارجية الأميركية شيكاو كإرهابي وجمدت فعليًا أصوله في الولايات المتحدة.
ومنذ يونيو 2013، عرضت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 7 ملايين دولار أميركي لأي معلومات تؤدي إلى القبض على شيكاو من خلال برنامج المكافآت من أجل العدالة. بالإضافة إلى ذلك، عرض الجيش النيجيري مكافأة قدرها حوالي 300 ألف دولار أميركي للحصول على راس شيكاو.
في مقاطع الفيديو التي نشرها شيكاو على الإنترنت، كان يتباهى كثيرًا بأنه لا يقهر؛ وسخر من الجيوش المختلفة. وذكر أنه "لا يمكن إيقافه" و "لا يموت إلا بإذن الله". كما تباهى بامتلاكه دبابات مصفحة وعربات قتالية أخرى. وتصور مقاطع الفيديو الخاصة به على الإنترنت في كثير من الأحيان الخطاب المعادي لأميركا، وتوجيهه عدة تهديدات لمهاجمة الولايات المتحدة الأميركية.
في إحدى الحوادث البارزة، نسب إليه عملية اختطاف أكثر من 200 تلميذة في أبريل 2014، حيث أعلن شيكاو أن الفتيات المخطوفات تم تحويلهن إلى الإسلام مدعيا أنه يشن حربا ضد المسيحية.
مع صعود تنظيم داعش خلال عامي 2014 و 2015، واجه شيكاو ضغوطًا من قادته وجنوده لمبايعة زعيم داعش أبو بكر البغدادي. ويقول أعضاء في الجماعة إن شيكاو "اضطر إلى البيعة، وكان ذلك خلال اجتماع القادة العسكريين، بعد أن اقتنع بأن الجماعة كانت على وشك أن تخرج عن سيطرته، وأن منصب الزعامة سيكون مهددا إن لم يبايع البغدادي".
في أغسطس 2016، عيّن تنظيم داعش أبو مصعب البرناوي قائداً للجماعة بدلاً من شيكاو. لكن شيكاو رفض الاعتراف بسلطة البرناوي وانشق جزء من الجماعة تحت مسمى "جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد"، بينما قاد البرناوي "ولاية غرب إفريقيا" التابعة لداعش رفقة مساعده المقرب مامان نور، وهو عسكري يملك خبرة كبيرة، وكان يوصف بأنه القائد الفعلي لتنظيم "بوكو حرام" خلال فترة قيادة البرناوي، لكن نور تم اغتياله عام 2018 على يد عناصر من الجماعة أكثر تطرفاً ليبدأ سقوط البرناوي وعزله.
بينما كان شيكاو يقود جماعته، كان لديه نحو 1500 جندي فقط، بينما كان لدى برناوي 3500 جندي. كما وصم تنظيم داعش شيكاو وجماعته على أنها تتبع أيديولوجية الخوارج.
وبعد انقسام جماعة بوكوحرام، وقعت اشتباكات عديدة بين قوات شيكاو وبرناوي على مدى السنوات التالية. وبغض النظر عن ذلك، لم يتخل شيكاو أبدًا عن ولائه تمامًا لتنظيم داعش.
وتشير مصادر أمنية نيجيرية إلى أن إقالة البرناوي كانت مسألة شكلية، لكنه كان قد فقد أهميته داخل المجموعة بعد مقتل مامان نور التي وجد نفسه بعدها مهمشاً.
تقارير بمقتل شيكاو
تم الإبلاغ عن مقتل شيكاو مرات عدة، أولها في عام 2009، لكنه ظهر بإعلانه زعامة تنظيم بوكو حرام خلال ذلك العام.
ذكر الجيش النيجيري في منتصف أغسطس 2013 أن شيكاو أصيب بجروح قاتلة عندما داهمت قوات نيجيرية قاعدة بوكو حرام في غابة سامبيسا بين 25 يوليو و3 أغسطس.
ومع ذلك، نشر مقطع فيديو في سبتمبر 2013 ادعى فيه رجل يُزعم أنه شيكاو أنه لم يُقتل. وفي العام الذي يليه، ذكر الجيش النيجيري أيضًا أن شيكاو قتل خلال معركة كودونجا التي استمرت من 12 إلى 14 سبتمبر 2014.
ونشر الجيش الكاميروني صورة ادعى فيها أن قواته قتلت شيكاو في سبتمبر 2014. ورداً على هذه التقارير، علق المحلل الأمني ريان كامينغز ، "هل هذه وفاة رابعة أم خامسة؟ إنه يموت أكثر من موت بطارية الأيفون."
في أوائل أكتوبر 2014، حصلت وكالة الأنباء الفرنسية على شريط فيديو يظهر شيكاو على قيد الحياة ، حيث سخر من مزاعم الجيش النيجيري بأنه قُتل.
وادعى الرئيس التشادي السابق، إدريس ديبي، في منتصف أغسطس 2015 ، أن محمد داود حل محل شيكاو في زعامة تنظيم بوكو حرام دون أن يحدد مصيره بالضبط. إلا أن رسالة صوتية منسوبة إلى شيكاو نشرت بعد بضعة أيام، تزعم أنه لم يُقتل ولم يُطاح من رئاسة الحركة.
في 19 أغسطس 2016 ، أفادت الأنباء أن شيكاو أصيب "بجروح قاتلة" خلال غارة جوية على قرية تاي من قبل القوات الجوية النيجيرية والتي قتلت أيضًا بعض كبار قادة بوكو حرام. لكن في 25 سبتمبر، تم نشر مقطع فيديو لرجل يُزعم أنه شيكاو على موقع يوتيوب، ادعى فيه أنه على قيد الحياة ويتمتع بصحة جيدة.
في 27 يونيو 2017، أصدر شيكاو مقطع فيديو أعلن فيه مسؤوليته عن اختطاف شرطيات نيجيريات وانتقد الحكومة النيجيرية لادعائها هزيمة بوكو حرام. وبدا أن هذا الفيديو دليل إضافي على بقاء شيكاو على قيد الحياة.
في فبراير 2020، أصدر شيكاو مقطع فيديو يهدد فيه وزير المعلومات والاقتصاد الرقمي، عيسى علي بانتامي، ويشير إلى ما حدث للباحث في الشؤون الإسلامية جعفر محمود آدم في مايدوجوري وهو عالم نيجيري سلفي وباحث إسلامي وعضو بارز في (جمعية إيزالا النيجيرية)، وهي جمعية دينية-سياسية مقرها في أبوجا. وكان محمود آدم قتل بالرصاص على يد عناصر من بوكو حرام شمال مدينة كانو بسبب حديثه ضد الجماعة.
في مايو 2021، تصاعد القتال بين تنظيم داعش في إقليم غرب إفريقيا وقوات شيكاو. وحاصر التنظيم غابة سامبيسا، معقل بوكو حرام التقليدي، في 19 مايو حيث حاولت عناصر التنظيم إقناع شيكاو بالاستسلام والاعتراف بسلطة البرناوي، لكن زعيم بوكو حرام رفض. وخلال المفاوضات مع شيكاو، استخدم سترة ناسفة لقتل نفسه بالإضافة إلى أحد كبار قادة الخط الأمامي في تنظيم داعش في غرب أفريقيا والذي كان يتفاوض معه خلال الحادثة.
أدان البرناوي شيكاو باعتباره "شخصًا ارتكب إرهابًا لا يمكن تصوره".
وفي 21 مايو 2021، ذكر تحقيق أجرته صحيفة وول ستريت جورنال، مدعومًا بتقارير رسمية لمسؤولين نيجيريين، أن شيكاو انتحر بتفجير حزام ناسف. كما ذكر منافسه على قيادة التنظيم أبو مصعب البرناوي في وقت لاحق أن شيكاو قتل نفسه.