هاجم الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الجمعة، رئيس مجلس النواب الأميركي السابق والسياسي الجمهوري بول ريان، الذي انتقد في خطاب طويل، ألقاه مساء الخميس، استمرار قبضة ترامب على الحزب الجمهوري.
وفي بيان صدر من خلال لجنة العمل السياسي التي يرأسها والمعروفة باسم "أنقذوا أميركا"، هاجم ترامب ريان، ووصفه بأنه "جمهوري بالاسم فقط"، وألقى عليه وعلى السناتور الجمهوري عن ولاية يوتا، ميت رومني، وهو المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري لعام 2012، باللائمة بسبب خسارة الجمهوريين البيت الأبيض منذ نحو عقد من الزمان.
وكان رايان حينذاك مرشح رومني لمنصب نائب الرئيس.
وقال ترامب إن "بول ريان كان لعنة على الحزب الجمهوري"، وأضاف أنه "ليست لديه أدنى فكرة عما يجب القيام به لبلدنا، لقد كان زعيما ضعيفا وغير فعال، ويقضي كل وقته في محاربة الجمهوريين".
وجاء رد ترامب غداة إلقاء رايان خطابا في مكتبة رونالد ريغان الرئاسية في مدينة "سيمي فالي" بولاية كاليفورنيا، محذرا من المخاطر السياسية التي تواجه الحزب الجمهوري إذا استمر في مساره الحالي.
وقال رايان، في إشارة إلى ترامب، إنه إذا كانت القضية المحافظة تعتمد على الجاذبية الشعبوية لشخصية واحدة، "فلن نذهب إلى أي مكان".
وخلال خطابه، لم ينتقد رايان ترامب بالاسم، لكنه لم يدع مجالا للشك حول هوية المقصود بالانتقاد، وقال إن ناخبي الحزب الجمهوري "لن ينبهروا بمشاهدة الرجال المؤيدين والمتملقين يتدفقون على مارالاغو"، وهو النادي الخاص للرئيس السابق في "بالم بيتش" بفلوريدا.
وليست هذه المرة الأولى التي يجد فيها رايان نفسه على خلاف مع ترامب وأنصاره، فقد انتقد بشدة، في وقت سابق من هذا العام، جهود الجمهوريين لتحدي فوز الرئيس جو بايدن، بالهيئة الانتخابية، ووصف الاعتراضات بأنها "مناهضة للديمقراطية ومعادية للمحافظين".
وتأتي تصريحات رايان الأخيرة وسط نقاش حاد داخل الحزب الجمهوري حول اتجاهه السياسي بعد ترامب.
وفي حين يواصل معظم المسؤولين والمرشحين الجمهوريين الانحياز علنا إلى ترامب، تصر شريحة صاخبة من الحزب على انتقاد تلك الاستراتيجية، وتحذر من أن الولاء للرئيس السابق سيكلف الحزب الجمهوري النجاح السياسي على المدى الطويل.
وخلال الشهر الحالي تم طرد إحدى المنتقدين، وهي النائبة الجمهورية البارزة عن ولاية وايومنغ، ليز تشيني، من منصبها في قيادة مؤتمر الحزب في مجلس النواب، بسبب إدانتها ادعاء ترامب المستمر، والذي لا يستند إلى أي أدلة، عن أن انتخابات 2020 سُرقت منه.
وفي المقابل يرى ترامب وحلفاؤه أن الالتزام بطريقته الشعبوية المحافظة، هو أفضل فرصة للحزب الجمهوري للفوز.
وحذر الرئيس الأميركي السابق، في بيانه الجمعة، من أن ريان وأمثاله لن يساعدوا إلا في إسقاط الحزب الجمهوري، وقال: "بصفتك جمهوريا، فإن وجود بول رايان إلى جانبك يكاد يضمن خسارة لك وللحزب ولأميركا نفسها".