أعلن كرم الله أوغلو رئيس حزب السعادة التركي المعارض، عقد اجتماع مع وفد ممثل لقيادات تنظيم الإخوان المتواجدين على الأراضي التركية، وهو الأول من نوعه، ويأتي بالتزامن مع التحركات الرسمية من جانب أردوغان وحكومته للتقارب مع مصر، ما يمثل خطرا على التنظيم الذي بات قياداته مهددون بالطرد أو الترحيل للقاهرة.
ووفق مصادر مطلعة يحضر اللقاء عدد من قيادات الجماعة المحسوبين على تيار الأمين العام السابق القيادي محمود حسين، وأبرزهم عضوي مجلس شورى التنظيم همام علي يوسف ومدحت الحداد.
وأوضحت المصادر لسكاي نيوز عربية إن الجماعة تحاول الضغط على النظام التركي قبيل الاجتماع المزمع عقده في القاهرة بين مسؤولين في أجهزة الأمن والمخابرات بين البلدين مطلع مايو المقبل، لوضع "المصالحة مع التنظيم كأحد بنود التفاوض"، والتراجع عن قرار تسليم قيادات الجماعة المطلوبين لدى القضاء المصري.
ووفقا للمصادر، يأتي اللقاء مع الحزب المعارض لأردوغان بعد أيام من رفض ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي ومسؤول ملف الإخوان، لقاء عدد من القيادات التنظيم عدة مرات.
وأوضحت المصادر، أن محمود حسين أحد أبرز قيادات الجماعة المتواجدين بتركيا، حاول التواصل مع ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي قبل أيام لبحث وضع عناصر التنظيم ومناشدته بعدم تسليم المطلوبين لدى القاهرة أو السماح لهم بمغادرة تركيا دون عوائق، لكن "أقطاي" طلب تأجيل المحادثات ولم يبلغ قيادات الاخوان ردًا واضحًا.
ولفتت المصادر إلى أن قيادة التنظيم فوجئت بالقرارات التي من شأنها تضييق الخناق عليها، وأوضحت أن تلك القيادات لا ترغب في حدوث تفاهم بين القاهرة وأنقرة وتعول على فشل هذه الخطوة، وتحاول بشكل بائس عرقلتها وإطالة أمد الأزمة، لتأثيرها على مصير إخوان تركيا.
ونوهت المصادر بأن التنظيم الدولي لم يكن طرفا في المفاوضات ولم يتواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو أي مسؤول تركي مع قياداته بشأن التطورات الأخيرة، ما دفع القيادي إبراهيم منير للظهور على قناة الجزيرة بعد إعلان الإجراءات التركية بشأن إعلام الإخوان، والقول إن "مصر تعتبر تركيا عدوا وليس حليفا"، وإن "الإخوان هو الحليف الأقرب للقرار التركي"، في محاولة منه للتذكير بالخلافات بين البلدين وحث تركيا على التراجع.
انقلاب أم مناورة
ويرى الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي، إبراهيم ربيع أن الرئيس التركي وظف جماعة الإخوان لتنفيذ بعض المهم في مصر، ولكن ربما تشهد الأيام المقبلة تخلي تام عن هذه السياسات التي لم تعد تجدي نفعا على أن يتم التوافق مع دول الجوار وتصفية المشكلات من جانب تركيا، لكن سيبقى تنظيم الإخوان ورقة ضغط تستخدمها أنقرة في حال فشلت هذه المفاوضات.
وأوضح "ربيع" في تصريح لسكاي نيوز عربية أن الجماعة دائما على استعداد للتحالف مع أي تيار يحقق لها مصالحها ويدعمها، مشيرا إلى أن اختيار حزب السعادة جاء بناء على أنه حزب إسلامي خرج من حزب الرفاه الذي أسسه نجم الدين أربكان.
وأشار "ربيع" إلى أن الجماعة تتحرك في حدود ضيقة جدا داخل تركيا، لأنها فقدت جانبا كبيرا من الدعم والحماية التي حظيت بهما بعد 2013، وليست صاحبة قرار في إبرام تحالفات مع حزب معارض داخل البلاد، ولكن ربما هناك تحالف جديد غير رسمي يتم بعيدا حزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد لرفع الحرج عنه.
وأوضح ربيع أن تركيا مازالت تستخدم الإخوان كورقة في التفاوض مع الجانب المصري وإن كان الملف لا يمثل أهمية للقاهرة، التي نجحت بالفعل في إحباط كافة مخططاتهم في وقت كانت الأجواء بين البلدين مشحونة للغاية، مشيرا إلى أن القضايا الإقليمية تحظى باهتمام القاهرة بشكل أكبر خاصة ما يتعلق بملف مياه شرق المتوسط، والملف الليبي.
وأكد أن تركيا بادرت بإغلاق قنوات الإخوان وتضييق الخناق عليهم كنوع من إثبات حسن النوايا للقاهرة لكنها ستعيدهم للعمل على الفور في حال لم تنجح المفاوضات.