بدا الرئيس الأميركي جو بايدن، مستعدا بصورة جيدة لأول مؤتمر صحفي رسمي له، الخميس، وتطرق إلى مجموعة من القضايا الملحة التي تواجهها إدارته خلال أول شهرين من عملها.
وفيما حرص بايدن على إظهار التقدم الذي أحرزته إدارته في مواجهة جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية، فإن التطورات الخارجة عن إرادته كانت سببا كافيا للصحفيين لمقاطعته.
وكانت تدور في أذهان المراسلين المتباعدين اجتماعيا، مواضيع أخرى، فضغطوا عليه مرات عديدة لسؤاله عن تعامل إدارته مع تدفق المهاجرين على الحدود الجنوبية.
كما سأله اثنان عن المماطلة في مجلس الشيوخ، التي تهدد بتعطيل جدول أعماله التشريعي، وتطرق صحفي آخر إلى إطلاق كوريا الشمالية صواريخ استفزازية، إضافة إلى سؤال عن العلاقات المشحونة مع الصين.
وربما كان الانفصال المتوقع بين رسالة بايدن وأسئلة الصحفيين، أحد الأسباب التي جعلت الرئيس الأميركي ينتظر حتى اليوم الخامس والستين من عمر إدارته، لعقد أول مؤتمر صحفي له، وهي المدة الأطول بين جميع الرؤساء الأميركيين المعاصرين.
نظرة موسعة
لكن الرئيس الأميركي حضر متسلحا بملف كبير يحتوي على نقاط حديثه الرئيسية، وبدا عازما على التركيز على رسالة إدارته، وقاوم أكثر من مرة رغبته بالاستفاضة في الإجابة عن بعض الأسئلة.
وقدم بايدن رؤية جديدة بشأن آلية التعطيل أو المماطلة في مجلس الشيوخ، قبل أن يؤكد بوضوح أنه يتوقع الترشح للرئاسة مرة أخرى في عام 2024، ثم تساءل علنا عما إذا كان الحزب الجمهوري سيظل موجودا في غضون 3 سنوات ونصف.
ومن جهة أخرى، قلل بايدن من احتمال انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول الموعد النهائي المحدد في الأول من مايو.
ورأت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية أن بايدن "قدم للشعب الأميركي أول نظرة موسعة على كيفية عمل رئيسهم، وفهمه لسلطته وآرائه تجاه المستقبل".
"لا اعتذار"
وركزت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية، على رفض بايدن الاعتذار عن إنهاء مجموعة من سياسات الهجرة الخاصة بالرئيس السابق دونالد ترامب، بما في ذلك "بروتوكولات حماية المهاجرين"، المعروفة أيضا باسم سياسة "البقاء في المكسيك".
وعند سؤاله عما إذا كان قد تسرع بالتراجع عن بعض سياسات الهجرة التي اتبعتها إدارة ترامب من خلال أمر تنفيذي، دافع بايدن بقوة عن أفعاله، وقال إن "كل السياسات التي كانت جارية لا تساعد على الإطلاق، ولم تبطئ من حجم الهجرة"، ثم أكد أنه لا يعتذر عن "التراجع عن سياسات فصل الأطفال عن أمهاتهم".
وأوضح الرئيس الديمقراطي أن سياسة إبقاء المهاجرين في المكسيك والانتظار في ظروف صعبة مع عدم وجود ما يكفي من الطعام، لها تأثير سلبي هائل على "القانون الدولي، وكذلك على كرامة الإنسان، ولذلك لا أعتذر" عن إلغائها.
تقييد التصويت
وفي المقابل، سلطت شبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية الضوء على انتقاد بايدن جهود الجمهوريين لتقييد التصويت في العديد من الولايات، وقوله: "أنا على قناعة أننا سنكون قادرين على إيقاف هذا لأنه الأمر الأكثر ضررا".
وفي إشارة إلى مئات المقترحات التقييدية التي تبحثها المجالس التشريعية للولايات التي يسيطر عليها الحزب الجمهوري، قال بايدن إن ما يقلقه هو أن "هذه المبادرة برمتها غير أميركية، إنها مريضة".
ووفقا لمركز "برينان" للعدالة في كلية الحقوق بجامعة نيويورك، فإن هناك ما لا يقل عن 253 مشروع قانون مقيد للتصويت، قيد الدراسة في 43 ولاية هذا العام.