أكدت دراسة أعدها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، تحت عنوان "مكافحة الإرهاب في بريطانيا" أن معالجة الغرب وتحديدا بريطانيا، لقضية الجماعات الإسلامية، تتسم بالازدواجية، لا سيما مع جماعة الإخوان.
ففي الوقت الذي تشهد فيه بريطانيا مطالبات نيابية بحظر جماعة الإخوان وتشديد الرقابة على عناصرها، إلا أن النواب يتساهلون مع جماعات أخرى موالية لها.
ووجه أندرو روزينديل سؤالا إلى الحكومة البريطانية بشأن انتشار أنشطة جماعة الإخوان في البلاد، مستفسرا من وزيرة الداخلية بريتي باتل، عن تقييمات وزارتها لهذه الأنشطة المتزايدة في ظل الركود الاقتصادي الناتج من انتشار جائحة كورونا.
وقدم أيضاً استجوبا لوزير الخارجية دومينيك راب، عن تقييم نتيجة التراجع الاقتصادي الدولي على مسارات التجنيد التي يمارسها جماعة الإخوان.
تغلغل الإخوان
من جانبه قال الباحث في شئون التنظيمات الإرهابية حامد المسلمي إن توجه الإخوان يتمثل في التوغل داخل المجتمع الأوروبي، وبعد الأزمة التي طالتهم عام 2013 بعد الإطاحة من حكمهم في مصر، توجه العديد من عناصرها إلى بريطانيا وألمانيا وتركيا باعتبارهم دول صاحبه قرار والهدف من هذا التوجه هو الضغط على مصر.
وأضاف المسلمي لـ"سكاي نيوز عربية" أن هناك العديد من الشواهد التاريخية، التي تؤكد ضلوع المجتمع الأوروبي، في صناعة هذه الجماعات.
ويقول الباحث المصري في الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية، هشام النجار لـ"سكاي نيوز عربية"، إنه رغم تقديم الغرب لأولويات حقوق الإنسان وحريه التعبير، إلا أن هناك ثغرات في الدساتير الأوروبية وفي التعامل مع ملف الإرهاب.
ولفت النجار إلى أن هذه الثغرات انعكست على الوضع الحالي في أوروبا، حيث استغلتها بعض المؤسسات الإخوانية لتستمر في التوسع والتغلغل، بل واختراق المؤسسات الحكومية هناك.
وأضاف الباحث المصري، أن من نفذوا عمليات إرهابية في أوروبا، معروفون بأنهم أشخاص شديدي الخطورة، ورغم ذلك لم يتخذ ضدهم أي إجراء احترازي.
وكشفت الدراسة عن أبرز المؤسسات الإخوانية الإرهابية العاملة في بريطانيا، وهي: الرابطة الإسلامية في بريطانيا (MAB)، التي تمثل مركز الجماعة هناك، حيث تفرعت منها تنظيمات إخوانية في المملكة المتحدة.
وهناك أيضاً الصندوق الفلسطيني للإغاثة والتنمية، ومؤسسة قرطبة التي أسسها أنس التكريتي أحد أعضاء الرابطة الإسلامية في بريطانيا، وحزب التحرير الذي أسسه تقي الدين النبهاني ليكون نتاج الفكر الإخواني، ويعمل الحزب على تمويل عدة مدارس دينية في بريطانيا، ولديه إدارة إعلامية تعمل على توجيه أتباعه في المملكة المتحدة.
يضاف إلى ما سبق المركز الإسلامي في إنجلترا (ICE)، ويدار من قبل إيران، والمركز الإسلامي في مانشستر، ويتلقى تعليماته من قبل طهران، ومؤسسة الإمام علي التابعة لإيران.