بعد عشر سنوات من الحرب في العراق، ضربت معدلات الانتحار وسط الجنود الأميركيين العائدين من هناك رقما قياسيا، لتصل إلى حالة انتحار واحدة يوميا.
وتشكل حالات انتحار الجنود العائدين نحو 20 في المائة من مجمل عدد حالات الانتحار في الولايات المتحدة.
أما أسباب معدلات الانتحار العالية، فتتراوح بين قساوة الحرب خارج الولايات المتحدة، والبطالة والتشرد داخلها.
هيرالد نول، كان مع طلائع القوات التي وصلت إلى العراق في 2003، وبعد بعد عودته إلى نيويورك، عانى اكتئابا دمر زواجه وتسبب في تشرده في الشوارع، ما دفعه إلى طلب المساعدة من إدارة شؤون الجنود العائدين.
لكن عند اصطدامه بالبيروقراطية الحكومية، رفع المسدس إلى رأسه وقرر الانتحار، لكن من حسن حظه، لم تنطلق الرصاصة من المسدس.
وقال نول: "ضغطت على الزناد لكن المسدس لم يطلق النار، عندها قلت لنفسي، حسنا أنا هنا لسبب ما، ربما لتغيير حياة شخص آخر أو رفع مستوى الوعي".
نول ليس وحيدا، إذ تشير الإحصائيات الحكومية إلى أن معدل المشردين من الجنود يصل إلى 62 ألفا.
من جهته، قال والد أحد الجنود الذين انتحروا بعد عودتهم من العراق: "أشعر بالامتنان لصحيفة محلية نشرت بعد موت ابننا أن جنديا عائدا قد مات منتحرا فلم نضطر لاختلاق الأسباب".
وأضاف: "أقول للناس أننا فقدنا ستيفن بعد عودته من العراق، إذ طلب المساعدة من الجيش ولم يتلقها ولم نلق من الناس إلا التعاطف والإيجابية".
وتوفر إدارة شؤون الجنود العائدين الأميركية خدمات مادية وطبية ونفسية في ظل تنامي الوعي بشأن الاضطرابات النفسية.
ورحبت عائلات الجنود الذين انتحروا بالرعاية المتزايدة للمحاربين القدامى، لكن كثيرين يعتقدون أنها جاءت متأخرة.. عشر سنوات.