تصدر المسألة الإيرانية والتصدي لأنشطة طهران المزعزعة للأمن الإقليمي والدولي، إلى جانب جائحة كورونا وتداعياتها، أجندة "مؤتمر ميونيخ للأمن" الذي انعقد افتراضيا، الجمعة، وذلك ضمن مناقشات تهدف إلى إصلاح العلاقة بين ضفتي الأطلسي واستعادة الأسس المشتركة بينهما.
وأكد مدير المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات جاسم محمد على الأهمية "الاستثنائية" للدورة الحالية لمؤتمر ميونيخ للأمن، والذي شارك فيه الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وقادة غربيين آخرين.
وأوضح جاسم في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" أن المنتدى العالمي يهدف إلى "تقوية العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، بعدما تأثرت خلال سنوات إدارة دونالد ترامب للبيت الأبيض".
لذا، فإن مؤتمر ميونيخ الذي ينعقد سنويا، منذ عام 1963، ويناقش السياسات الأمنية الدولية، يعد في دورته الحالية محاولة "لإصلاح العلاقة بين ضفتي الأطلسي"، بحسب مدير المركز الأوروبي لدراسات ومكافحة الإرهاب، كما أنه منتدى "أميركي أوروبي بامتياز"، إذ يحاول الطرفان إيجاد مقاربة سياسية مشتركة باتجاه إيران وأيضاً الصين.
إيران تتصدر
وإلى ذلك، يرى وائل صلاح الباحث المصري المتخصص في قضايا الإرهاب ومدرس مشارك بمعهد الدراسات الدولية بجامعة كيبك بمونتريال، أن أهم ما ميّز تلك النسخة من مؤتمر ميونيخ للأمن التي انطلقت بعد أقل من شهر على وصول بايدن إلى البيت الأبيض، هو "الحديث عن ضرورة التصدي لتصرفات إيران المزعزعة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط من جانب الرئيس الأميركي"، ثم التأكيد على "نية الولايات المتحدة في الانخراط في محادثات مجموعة 5+1 بشأن برنامج طهران النووي".
ويلفت صلاح في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى أنه فيما يتعلق بالإرهاب، فثمة توجه أميركي قوي نحو "عدم السماح لتنظيم داعش بإعادة ترتيب صفوفه، مرة أخرى، ليهدد الناس في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر".
وتابع: "دون النظرة الكلية للإرهاب لن تكون هناك حرب حقيقية ناجعة على الإرهاب، فهناك من يحكم دول في منطقتنا (مثل إيران وتركيا) يعتقد أنه إذا الحرب هي ممارسة السياسة بوسائل أخرى فالإرهاب هو الآخر ممارسة السياسة بوسائل أخرى، وهذا ما أكده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث قال إن الإرهاب أصبح أداة صريحة لإدارة الصراعات وتنفيذ المخططات".
ولفت الأكاديمي المصري المقيم في كندا، إلى أن بايدن أمامه خطط وسيناريوهات متفاوتة بخصوص الموقف من طهران والاتفاق النووي، والتي يمكن تلخيصها في جملة تساؤلات من بينها "هل سيتجاوز بايدن عن الأخطاء التي وقع فيها أوباما؟، وهل سيتجه إلى ضبط برنامج إيران الصاروخي ودعمها للميليشيات والأحزاب الموالية التي تستهدف أمن الخليج؟ وهل تتسع دائرة الحلفاء لتشمل بجانب شركاء 5 +1 بعض المعنيين بالأمر مباشرة مثل السعودية والإمارات؟
ويجيب: "إن كانت الإجابة عن تلك التساؤلات بـ"لا" فلننتظر دورا أكثر شراسة وتخريبيا لإيران في المنطقة، مثلما حدث في الهجوم الصاروخي الذي استهدف القوات التي تقودها الولايات المتحدة في أربيل شمالي العراق.