في وقت حذر تقرير لجامعة بريطانية من موجة جديدة من الإصابات بفيروس كورونا والوفيات الناجمة عنه، إذا ما تم تخفيف إجراءات الإغلاق قبل تحقيق القدر الكافي من المناعة من خلال برنامج التطعيم الجاري حاليا، تؤكد الحكومة البريطانية عزمها على المضي قدما نحو تحقيق هدفها بتطعيم كل البالغين، قبل سبتمبر المقبل.
ويبدو أن لا شيء يعرقل رئيس الوزراء بوريس جونسون عن بلوغ هدفه فيما يتعلق ببرنامج التطعيم، ليس فقط لأنه مع نجاح الحكومة في تطعيم أكثر من 8 ملايين شخص حتى الآن، استعاد لحزب المحافظين الحاكم شعبية كان قد فقدها بسبب تعامله مع الوباء، ولكن أيضا لأنه يثق بأن استكمال التطعيم هو السبيل الوحيد لإنقاذ الأرواح، واستعادة شكل من أشكال الحياة الطبيعية.
وفيما تؤكد كل الشواهد أن إصرار جونسون لا يمكن أن تغيره دعوات أو خلافات أو مطالبات، اعتبرت وزيرة التجارة الدولية البريطانية ليز تروس أن "الأولوية بالنسبة لنا هي ضمان تطعيم كل مواطنينا، من المبكر الآن الحديث عن استخدام الجرعات الزائدة، لكننا نرغب في التعاون مع الجيران والأصدقاء في هذا الشأن".
وتهدف بريطانيا لتطعيم كل الفئات الأكثر عرضة للخطر قبل منتصف فبراير الحالي، على أن يحصل كل بالغ على أراضيها على اللقاح قبل سبتمبر، ورغم أن الهدف يبدو طموحا للغاية لكنه يسير على خطى التحقيق وهو ما يختلف كثيرا عن الحال في قارة أوروبا المجاورة التي تشهد تأخيرا وبطئا شديدا في عملية التطعيم.
وبينما يتصاعد الخلاف بين الاتحاد الأوروبي وشركة أسترازينكا حول إمدادات اللقاح، وتطالب منظمة الصحة العالمية لندن بتعليق برنامج التطعيم لفترة تسمح بتطعيم مواطني دول أخرى لا تبدو الحكومة البريطانية مهتمة إلا باستكمال برنامجها وبلوغ هدفها.
فبعد أن أقر بمسؤوليته عن وفاة أكثر من 100 ألف شخص بسبب كورونا، يعتبر بوريس جونسون أن مستقبله السياسي بالكامل الآن يعتمد على نجاح تطعيم البريطانيين وفقا للإطار الزمني الذي حدده، لاستعادة شعبية سياسية فقدها بسبب اخفاقات وتخبط وقرارات متضاربة.