الثلاثاء هو يوم العمل الأخير للرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، وينتظر أن يتخذ فيه حزمة من قرارات العفو، ربما تشمل بحسب التقديرات 100 شخص.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن من بين الذين قد ينالون العفو، رئيس كونغرس ولاية نيويورك السابق، شيلدون سيلفر، المدان بالفساد ومغني الراب، ليل وين، الذي أدين في نوفمبر الماضي بحيازة أسلحة غير شرعية، ويعرف عن هذا المغني مناصرته لترامب.
طبيب العيون
وقد يكون طبيب العيون المسجون حاليا، سالمون ميلغن، على قائمة المشمولين بالعفو الرئاسي.
وكان القضاء الأميركي في ولاية فلوريدا حكم بسجن ميلغن لمدة 17 عاما، عام 2018، بعد إدانته في 67 تهمة متعلقة بالاحتيال في مجال الرعاية الصحية، ووصلت قيمتها إلى من 70 مليون دولار.
وطلبت السلطات بتعويض من الطبيب المحتال يبلغ 42 مليون دولار.
وفي المقابل، تتضاءل الآمال بحصول محامي ترامب الشخصي، رودي جولياني، الذي قال في مقابلة إذاعية إنه لا يتوقع الحصول على عفو، والأمر نفسه ينطبق على كبير الاستراتيجيين السابق في البيت الأبيض، ستيف بانون.
وذكرت الصحيفة أن ترامب أمضى أيامه الأخيرة مع مساعديه وخصوصا مستشاره القانوني، بات سيبولون، وابنته إيفانكا وصهره جاريد كوشنر، في اختيار الأسماء وتجميع قائمة الذين سيتم العفو عنهم، مشيرة إلى أنه سيتم الافصاح عنها في وقت لاحق الثلاثاء.
وقالت الصحيفة حتى نشر تقريرها إن القائمة لم تجهز بعد، غير أنه من المحتمل أن تشمل ما لا يقل عن 60 عفوا أو تخفيفا للأحكام، وربما تمتد قائمة العفو إلى 100 شخص.
ومن الذين يمكن أن يشملهم عفو ترامب، رجل الأعمال الأميركي، شولام ويس، الذي يقضي حاليا حكما بالسجن لمدة تزيد عن 800 عام، بعد إدانته في تهم الابتزاز والاحتيال الإلكتروني.
وطرح أيضا اسم المدير المالي لمنظمة ترامب، ألين فايسلبيرغ، الذي بدأ العمل منذ عقود مع عائلة ترامب وتحديدا مع والده، وكان عنصرا أساسيا في محاكمة محامي ترامب السابق، مايكل كوهين.
ورغم أن فايسلبيرغ أدلى بشهادة تدين كوهين، إلا أنه طلب الحصول على حصانة عن أقواله أمام هيئة المحلفين الكبرى حتى لا تستخدم ضده.
وبعد إدانة كوهين، بدأ المدعون العامون في التساؤل عما إذا كانت شهادة فايسلبيرغ صحيحة تماما، في قضية مدفوعات "شراء الصمت" التي تورط فيها كوهين.
وأجرى ترامب مكالمات هاتفية مع أشخاص قد يستفيدوا من أوامر العفو، كما عقد اجتماعا في البيت الأبيض بشأن الموضوع بعد ظهيرة الاثنين.
هل يعفو عن نفسه؟
وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت في وقت سابق أن ترامب لا يعتزم حتى الآن العفو عن نفسه، ولا يعتزم أيضا إصدار قرارات عفو احترازية عن أفراد أسرته.
وحذر مستشارو ترامب الأخير من غبة الإقدام على منح العفو على نفسه لأنه سيبدو مذنبا بهذا القرار.
وقال عدد كبير من الخبراء والمراقبين، إن العفو عن النفس سيكون قرارا غير دستوري، لأنه ينتهك المبدأ الأساسي القائل إنه يجب ألا يكون أي إنسان الحكم في قضية يقف فيها موقف المتهم.
مطالبات بالعفو
وبدوره، طالب مقتحم الكونغرس الشهير بـ"ذو القرنين"، جيكوب تشانسلي، الحصول على عفو من ترامب.
ونقلت وسائل إعلام عن محامي مثير الشغب قول إنه يطلب عفوا رئاسيا من الرئيس المنتهية ولايته، باعتبار أنه ذهب إلى الكونغرس في الـ6 من يناير الجاري، تلبية لدعوة ترامب نفسه.
ويواجه تشانسلي، القادم من ولاية أريزونا، اتهامات عديدة من بينها التورط في محاولة قتل نائب الرئيس، مايك بنس.
وتقول والدته، التي طالبت أيضا بإطلاق سراحه، إن بدأ إضرابا عن الطعام، مشيرة إلى أنه كان يأخذ بجدية كل الرسائل التي يطلقها ترامب.
وطالبت النجمة والممثلة الكندية، باميلا أندرسون، ترامب، بالعفو عن مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج، لكن يبدو أن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته سيتجاهل دعوتها.
وجاءت خطوة الممثلة الشهيرة في بيان نشرته على "تويتر"، الثلاثاء.
لكن بحسب رويترز، لم تشمل القائمة أسانج. وكانت وزارة العدل الأميركية طالبت منذ 2019 تسليم الرجل الموجود في بريطانيا، بتهمة التآمر على البلاد لكن القضاء الإنجليزي رفض مؤخرا تسليمه.
وناشدت جينا رايان، وسيطة العقارات في ولاية تكساس، الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، بالعفو عنها، قائلة إنها استقلت طائرة إلى واشنطن لتلبية ندائه للمشاركة في الاعتصام بالعاصمة، وتم اعتقال جينا إثر مشاركتها في اقتحام الكونغرس.
وقالت جينا: "أشعر بالظلم".
وبعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي، بدأ ترامب في إصدار سلسلة من أوامر العفو، التي يتمتع بها، ضمن صلاحياته كرئيس للولايات المتحدة.
وكان أول شخص ينال العفو، مستشاره السابق لشؤون الأمن القومي، مايكل فلين، في أواخر نوفمبر 2020، الذي أدين بالكذبعلى مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) في تحقيق بشأن تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية عام 2016 ، طبقا لموقع وزارة العدل الأميركية.
وفي يومي 22 و23 ديسمبر الماضي، أطلق ترامب حزمة أوامر عفو شملت 41 شخصا، من بينهم والده صهره جاريد كوشنر، رئيس حملته الانتخابية السابق، بول مانافورت، ومستشاره السابق روجر ستون.
وأدين مانافورت في التحقيق الذي أجري بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، أما ستون فقد جرى تخفيف العقوبة الجنائية الصادرة ضده، بعدما أدين بالكذب المشرعين تحت القسم.
وحكم على والد صهر ترامب، تشارلز كوشنر بالسجن لمدة عامين في عام 2004، في تهم التهرب الضريبي والتلاعب بالشهود وتمويل الحملات.
والعفو يمنح امتيازات مثل استعادة حق الشخص المدان في التصويت أو المشاركة في هيئة المحلفين.