في الوقت الذي وقف فيه الرئيس دونالد ترامب مكتوف الأيدي أمام المتظاهرين الذين اقتحموا مبنى الكابيتول، بحث اثنان على الأقل من كبار المسؤولين في إدارته ومن أقرب حلفائه مع موظفيهم إمكانية تفعيل التعديل الخامس والعشرين للدستور الذي يقضي بعزل الرئيس،وفقا لوسائل إعلام أميركية.
وبحسب شبكة سي إن بي سي نقلا عن ثلاثة مصادر مطلعة، فقد أجرى وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الخزانة ستيفن منوشين محادثات غير رسمية حول ملامح تفعيل التعديل الخامس والعشرين، الذي يمكن من خلاله البدء في إجراءات عزل ترامب.
إلا أن تفعيل المادة تلك – بحسب سي إن بي سي - تشوبها تعقيدات عدة، من بينها أن العملية يمكن أن تستغرق نحو أسبوع، مما يعني أنه لن يكون لها الأثر المباشر خاصة وأنه لم يتبق لترامب سوى أقل من أسبوعين في السلطة.
وتتمثل المشكلة الأخرى فيما إذا كان بوسع وزراء ثلاثة يتولون منصبهم بالوكالة التصويت حول تفعيل المادة من دون موافقة مجلس الشيوخ.
أما المعضلة الثالثة فتكمن في المخاوف التي يمكن أن تذكيها تلك الخطوة في تأجيج التوترات في قاعدة ترامب الشعبية، مما سيجعله بطلا لليمين المتطرف، وبالتالي ستنعكس الخطوة بشكل سلبي على المدى البعيد.
ونقلت سي إن بي سي عن مسؤول كبير سابق في الإدارة الاميركية، على اطلاع على المناقشات، القول إن "الخطة العريضة الآن هي ترك الوقت حتى ينفد". مضيفا: "سيكون هناك حساب لهذا الرئيس لكن ذلك لا يحتاج إلى أن يتم إنهاؤه خلال الأيام الـ13 المقبلة".
ورفض منوشين، الذي يقوم بزيارة خارجية، التعليق على هذا الأمر، كما نفى مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن تكون هذه المحادثات قد جرت.
وقال مسؤول كبير حالي في الإدارة الأميركية إن بومبيو ربما كان يرغب في جمع المعلومات استعدادا لبحث تفعيل المادة 25 مع الوزراء، حتى لو لم يكن هو على استعداد لأن يكون رأس الحربة في عزل ترامب.
وقال هذا المسؤول لشبكة سي إن بي سي إن "القسم الأول الذي أداه الوزير كان في ويست بوينت وكان هذا القسم يخص الوفاء بالدستور".
وأشارت سي إن بي سي إلى أن المحادثات الاستكشافية بين الوزراء وموظفيهم، لم تفض إلى القيام بتلك الخطوة بشكل رسمي لتفعيل المادة 25. بينما أكد وزراء آخرون إلى أنه لم يتم الاتصال بهم بشأن اجتماعات محتملة لمناقشة هذه المسألة.
وفي تصريح له، قال وزير الزراعة سونى بيردو للصحفيين "لم أجر أي اتصال مع أي أعضاء في الحكومة حول هذ الأمر، ولا أتوقع أن يكون هناك أي اتصال بهذا الشأن ". مضيفا "أنا على علم بأن البعض قدموا استقالاتهم وهذا أمر خاص بهم ".
يأتي هذا في الوقت الذي ارتفع عدد المسؤولين الذين قدموا استقالاتهم من إدارة ترامب، آخرهم وزيرة التعليم الأميركية بيتسي ديفوس إضافة إلى نائب مستشار الأمن القومي مات بوتينجر وكبير الاقتصاديين بالبيت الأبيض تايلر جود سبيد.
وقال ميك مولفاني، كبير موظفي البيت الأبيض السابق الذي يشغل الآن منصب المبعوث الخاص إلى أيرلندا الشمالية، في مقابلة مع قناة سي إن بي سي إنه لا يستطيع تحمل الاستمرار في الخدمة، حتى في منصب دبلوماسي بدوام جزئي.
إلا أن مسؤولين آخرين فضلوا البقاء في إدارة ترامب – ولو مؤقتاً – في محاولة لضمان انتقال سلس للسلطة إلى الإدارة المقبلة بزعامة جو بايدن.
وقال مسؤول كبير آخر في الإدارة الأميركية إن كريس ليدل، نائب كبير موظفي البيت الأبيض لشؤون تنسيق السياسات، قرر البقاء في منصبه؛ والمناطة بمهامه عملية انتقال السلطة إلى الإدارة الجديدة.
كما أعلنت وزيرة النقل إلين تشاو استقالتها من منصبها بدءا من يوم الاثنين المقبل، مشيرة في خطاب استقالتها إلى أنها "منزعجة للغاية" من تصرفات مناصري الرئيس.
وقال مصدر مطلع إن الوزيرة كان لديها اجتماع مقرر مع فريق الوزير المكلف بيت بوتيجيغ ولم ترغب في أي يتولى الاجتماع مسؤولؤن آخرون، بحسب سي إن بي سي.