قال الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، إن الاختراق الإلكتروني الذي شهدته الإدارة الأميركية في الأيام الأخيرة، هائل بالنسبة للأمن السيبراني ويؤثر على الآلاف.
وفي بيان له أضاف بايدن أن هناك الكثير الذي لا يعرفه حتى الآن بهذا الشأن، ولكن ما هو متوفر لديه من معلومات مصدر قلق كبير، مشيرا إلى أنه طلب من فريقه أن يجمع المعلومات قدر المستطاع عن هذا الانتهاك.
وأكد بايدن أنه ونائبته كاملا هاريس ممتنان للموظفين الذين أطلعوا فريقه على النتائج التي توصلوا إليها، والذين يعملون على مدار الساعة من أجل الرد على هذا الهجوم.
وأوضح أن إدارته ستجعل الأمن السيبراني أولوية قصوى على كل مستوى من مستويات الحكومة، كما ستجعل التعامل مع هذا الانتهاك أولوية قصوى بمجرد توليه منصبه.
وشدد الرئيس المنتخب على أنه وفريقه سيهتمون بالأمن السيبراني باعتباره ضرورة حتمية، كما سيعمل على تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص عبر توسيع الاستثمارات في البنية التحتية والأشخاص الذين تحتاجهم الإدارة الأميركية للدفاع ضد الهجمات الإلكترونية الخبيثة.
لكن بايدن أضاف أن "الدفاع الجيد لا يكفي"، مشددا على ضرورة تعطيل وردع خصوم الولايات المتحدة عن شن هجمات إلكترونية كبيرة في المستقبل، بفرض تكاليف باهظة على المسؤولين عن مثل هذه الهجمات الضارة، بما في ذلك بالتنسيق مع حلفاء وشركاء الولايات المتحدة.
كما حذر بايدن من وصفهم بـ"الخصوم"، من أنه كرئيس للولايات المتحدة، لن يقف مكتوف الأيدي في مواجهة الهجمات الإلكترونية.
وتعيش أهم المؤسسات الأميركية حاليا، واحدا من أكبر الاختراقات وأشدها تعقيدا في السنوات الخمس الأخيرة. إذا بدأ مكتب التحقيقات الفدرالي بجمع المعلومات بشأن الهجوم الذي تعرضت له العديد من الوزارات والوكالات.
وأصدر المكتب ووكالة الأمن السيبراني ومكتب الاستخبارات الوطنية، بيانا مشتركا أكدوا فيه أن العمل مستمر لتقييم حجم الضرر الذي لحق بشبكات الحكومة الفدرالية.
فبالإضافة إلى البيت الأبيض ووزارات الخارجية والتجارة والخزانة والأمن الداخلي، لم تسلم إدارات ووكالات فدرالية أخرى من الهجوم.
ويخشى خبير الأزمات الإلكترونية جايسون مالوني من أن يتأثر القطاع الصحي بهذا الاختراق في هذه الفترة الحرجة التي بدأت فيها الولايات المتحدة بتوزيع لقاح فيروس كورونا.
وأضاف مالوني، الذي يعمل مع الحكومة والقطاع الخاص في ما يتعلق بالهجمات الإلكترونية، أن بعض القطاعات لديها حماية جيدة أو لديها على الأقل القدرة على تشغيل برامجها بشكل آمن بعد الهجمات الإلكترونية، "لكن يجب توفير حماية أكبر لقطاع الصحة وكل المؤسسات المرتبطة بهذا القطاع، لأن القراصنة قد يستغلون هشاشة أنظمتها"، على حد تعبيره.
وبدأ الهجوم في مارس الماضي، عندما استغل قراصنة تحديثا لبرنامج طورته شركة "سولار ويندز" الموجود مقرها في ولاية تكساس، وتستعمله آلاف الشركات والإدارات حول العالم.
وتواصل الاختراق أشهرا قبل أن تكتشفه مجموعة "فاير آي" للأمن المعلوماتي، التي بدورها كانت ضحية هجمات الأسبوع الماضي.
ويقول الصحفي المتخصص في شؤون السياسات التكنولوجية، علي بريلاند، إنه لمن المقلق حصول هجوم مماثل في العديد من المؤسسات الأميركية الهامة من دون أن ينتبه أحد لذلك ولأشهر عدة.
ويضيف بريلاند أنه من المهم الآن معرفة كم ونوعية المعلومات التي حصل عليها القراصنة، خاصة تلك المتعلقة بدافعي الضرائب الأميركيين.
ووجه عدد من أعضاء الكونغرس أثناء إفادات سرية، أصابع الاتهام بشأن الاختراق إلى روسيا، وقالوا إنهم علموا بالهجوم قبل فترة.
ورغم أن روسيا نفت ضلوعها في هذا الهجوم، فإن عددا من المسؤولين الأميركيين مصرون على أنها المسؤولة عن هذا الاختراق الكبير، وقالوا إن مجموعة "كوزي بير" المرتبطة بأجهزة الاستخبارات الروسية، هي من قادت الهجوم.
وبحسب هؤلاء المسؤولين، فقد ثبت ضلوع المجموعة في اختراق مشابه لأجهزة حكومية خلال الإدارة الأميركية في عهد الرئيس الأميركي السابق أوباما.