دعت الصين أستراليا إلى القيام بتحرك لوقف تدهور العلاقات بين البلدين، وذلك في أحدث مؤشر على أن بكين لن تقدم سوى تنازلات محدودة، إن حدث، لتسوية خلافاتهما.
تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية تشاو لي جيان جاءت في نفس اليوم الذي قدمت فيه سفارة الصين في كانبرا قائمة تضم أربعة عشر وجها للخلاف بين الجانبين، تتوقع الصين أن تغير أستراليا توجهاتها فيها، حسبما أفادت وسائل إعلام أسترالية.
أوضح تشاو أن الصين تحمل أستراليا مسؤولية التدهور في العلاقات، وقال: "من بدأ المشكلة، عليه أن ينهيها".
وأضاف تشاو في إيجاز صحفي يومي: "أريد أن أؤكد أن الجانب الأسترالي يدرك تماما أساس تدهور العلاقات الثنائية ... نأمل أن يبذل الجانب الأسترالي المزيد (من الجهد) لتحسين الثقة المتبادلة والتعاون وتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين."
كان التوتر أصاب العلاقات بين الجانبين، في السنوات الأخيرة، وسط غضب صيني ناجم عن مجموعة من القضايا، تشمل استياء أستراليا مما تعتبره تدخلا سياسيا صينيا، إضافة إلى الاستثمارات الصينية، ودعوتها- أستراليا- إلى إجراء تحقيق مستقل في جذور جائحة كورونا التي ظهرت للمرة الأولى في الصين أواخر العام الماضي.
تمثل رد الصين الأساسي في منع الصادرات الأسترالية بما فيها الشعير والنبيذ والفحم، ما ألقى بظلال من الشك على تبادلات تجارية تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.
وفي خطوة يرجح أن تزيد من غضب بكين، أبرم قادة أستراليا واليابان، خصم الصين القديم، اتفاقا أساسيا الثلاثاء، بشأن اتفاق دفاعي ثنائي يسمح لقواتهما بالعمل من كثب، في إطار مساعيهما الرامية إلى تعزيز العلاقات فيما بينهما، ومواجهة تنامي الوجود الصين في منطقة آسيا- المحيط الهادئ.
وفي السياق، عبر رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون في بيان مشترك، مع نظيره الياباني يوشيهيدي سوغا، عن "مخاوف جدية بشأن الوضع" في بحر الصين الجنوبي والشرقي، و"معارضة قوية" لعسكرة الجزر المتنازع عليها، ومساع أخرى أحادية الجانب لتغيير الوضع القائم، دون أن يذكر اسم الصين تحديدا- ما يعكس حساسيتهما تجاه أكبر شريك تجاري لهما.