تتسم انتخابات الرئاسة الأميركية بنظام فريد لا يعرفه بلد آخر، حيث يتم انتخاب الرئيس في الولايات المتحدة بالاقتراع العام غير المباشر في دورة واحدة.
فالناخبون الأميركيون الذين يتوجهون إلى صناديق الاقتراع لا يصوتوا للرئيس مباشرة، بل يصوتون من الناحية الفنية لـ 538 ناخبا، منهم 435 عضوا في الكونغرس (مجلس النواب) و100 عضوا في مجلس الشيوخ، إضافة إلى 3 آخرين من مقاطعة كولومبيا، وهؤلاء يشكلون الهيئة الانتخابية العليا التي ستختار الرئيس ونائبه.
فلوريدا مثلا لديها عضوان للكونغرس، كما أن لديها 27 عضوا آخر في مجلس النواب، وتتوزع أصوات الناخبين من عامة المواطنين فيها بين هؤلاء الأعضاء، الذين -وفقا للنظام المنصوص عليه في دستور الولايات المتحدة- يجتمعون بعد انتخابهم ويصوتون بدورهم لرئيس البلاد ونائب الرئيس.
هؤلاء الأشخاص، ويطلق عليهم اسم "الناخبون الكبار"، يشكلون الهيئة الانتخابية، وبعد ذلك يفرز رئيس مجلس الشيوخ أصواتهم في جلسة مشتركة للكونغرس.
وباستثناء ولايتين من أصل 50، فإن المرشح الذي يحصل على 51 بالمائة من الأصوات في إحدى الولايات يكسب كامل عدد المندوبين المخصص لهذه الولاية، وكلما كان عدد سكانها أكبر كان عدد المندوبين فيها أعلى.
وهذا ما يفسر التنافس الشرس لكسب الأغلبية في الولايات المتأرجحة، التي قد تصبح من نصيب أحد المرشحين بفارق طفيف من الأصوات، كما هو متوقع في ولايات مثل فلوريدا وكارولاينا الشمالية وميشيغان وغيرها.
والمندوبون شخصيات وناشطون موالون لأحزاب المرشحين للرئاسة، تم اختيارهم سابقا، ومن المفترض أن يصوتوا لمرشح حزبهم إذا ما أصبحوا مندوبين.
وكي يفوز أحد المرشحين بالرئاسة، يجب أن يحصل على الأغلبية المطلقة في الهيئة الانتخابية، أي على 270 صوتا أو أكثر.
وتحصل كل ولاية على 3 ناخبين على الأقل.
وولاية كاليفورنيا، الأكثر اكتظاظا بالسكان، لديها 53 عضوا في الكونغرس وعضوان في مجلس الشيوخ، ليصبح المجموع على 55 صوتا انتخابيا، وهي محسومة للديمقراطيين.
أما تكساس، أكبر ولاية، فنتيجتها محسومة تاريخيا للحزب الجمهوري ولا تشهد اختراقات للحزب الديمقراطي عادة، ولديها 36 عضوا في الكونغرس وعضوان في مجلس الشيوخ، من هنا يعد لديها 38 صوتا انتخابيا.
ولايات جورجيا وأوهايو ويوتا وأريزونا كما تكساس، تعتبر معقلا أساسيا للحزب الجمهوري، ولم يحلم الديمقراطيون في السابق بالمنافسة على مقاعد في مجلسي الشيوخ والنواب في تلك الولايات.
وبالتالي فإن المرشحين إجمالا لا يتوجهان بالحملات إلى تلك الولايات، التي تعد تاريخيا إما ديموقراطية أو جمهورية، ويركزان حملاتهما الانتخابية على الولايات المتأرجحة.
وتعد ولايات ألاسكا وديلاوير ومونتانا ونورث داكوتا وفيرمونت ووايومنغ صغيرة جدا من حيث عدد السكان، لهذا تضم عضوا واحدا فقط في الكونغرس واثنين في الشيوخ (ثلاثة أصوات انتخابية)، فيما تحصل مقاطعة كولومبيا وحدها على 3 أصوات انتخابية.
الجدير بالذكر أنه لا يسمح للناخبين في بورتوريكو والأقاليم الأخرى التابعة للولايات المتحدة بالتصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية بسبب نظام الهيئة الانتخابية، لكن يمكنهم المشاركة في اختيار أسماء المرشحين للرئاسة في الانتخابات التمهيدية.
والعدد الإجمالي للناخبين الكبار لا يمكن أن يتغير إلا بتعديل دستوري، لكن عدد الناخبين المخصص لكل ولاية يمكن أن يتغير كل 10 سنوات، بعد التعداد الذي يفرضه الدستور للسكان، حيث تتم إعادة تقسيم عدد أعضاء الكونغرس وفقا للتغيرات في عدد السكان، حيث تحصل بعض الولايات على مقعد أو مقعدين إضافيين في مجلس النواب وتفقد ولايات أخرى بعضا منها، ولا توجد ولاية مهما كانت صغيرة لا يمكن أن يكون لها أعضاء في الكونغرس.
يذكر أنه في نفس اليوم الذي يصوت به الأميركيون للرئيس وأعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب، يصوتون أيضا لحكام ولاياتهم والقضاة والمسؤولين المحليين في مقاطعاتهم، وفي الورقة الاقتراعية أيضا يجيبون على أسئلة تتعلق باستفتاءات محلية.