تبادلت أذربيجان وأرمينيا، الأحد، الاتهامات بخرق الهدنة الإنسانية، في إقليم ناغورني كاراباخ الانفصالي، بعد ساعات من دخولها حيز التنفيذ، فيما أعلنت وزارة الدفاع في إقليم ناغورني كاراباخ مقتل 40 جنديا آخر ليرتفع عدد القتلى في صفوف العسكريين بالإقليم إلى 673 منذ نشوب الصراع.
واحتدم القتال ليصل إلى أسوأ مستوياته منذ التسعينات عندما راح ضحيته 30 ألف شخص.
وذكرت وزارة الدفاع في أذربيجان أنه رغم الهدنة المعلنة، انتهكت القوات المسلحة الأرمينية بشكل فادح الاتفاق الجديد"، منددة بقصف مدفعي وهجمات على طول الجبهة، وفق ما أوردت "فرانس برس".
وكانت أرمينيا اتهمت في وقت سابق باكو بخرق التهدئة التي أعلن عنها الطرفان، ودخلت حيز التنفيذ منتصف الليلة الماضية.
وقالت وزارة الدفاع الأرمينية إن القوات الجوية الاذربيجانية شنت هجمات صباح اليوم باتجاه الجنوب عند خزان مصيرين لاحتلال مواقع جديدة، وتصدت لها القوات مما أوقع عددا من القتلى والجرحى في صفوف الجانبين.
وأضافت الوزارة إن القوات الأرمينية دمرت دبابات هجومية في الاتجاه الجنوبي حيث تهاجم القوات الأذربيجانية المنطقة بالمدفعية والطائرات بدون طيار.
والهدنة الإنسانية هي ثاني وقف لإطلاق النار يجري التوصل إليه بين الطرفين، بعد انهيار الاتفاق الأول الذي رعته روسيا ودخل حيز التنفيذ، الأسبوع الماضي.
وتم الإعلان عن الاتفاق الجديد من قبل وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان، بعد مكالمات هاتفية بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيريه، حيث حث لافروف الدولتين "بشدة" على الالتزام باتفاق موسكو.
ومنذ 27 سبتمبر الماضي، دخل الطرفان في مواجهات هي الأعنف منذ عقود على خلفية النزاع على الإقليم الانفصالي، الأمر الذي أدى إلى مقتل المئات وتشريد الآلاف.
ويقع إقليم ناغورني كاراباخ داخل الأراضي الأذرية، وتسكنه غالبية أرمينية وتحظى بحكم محلي.
وأعلن الإقليم نفسه دولة مستقلة من جانب واحد، ولم يحظ بأي اعتراف دولي، حتى من قبل أرمينيا التي تقدم له الدعم.
ويقول خبراء ودبلوماسيون إن الصراع ينذر بكارثة إنسانية خاصة إذا تدخلت فيه روسيا وتركيا، خاصة مع تورط الأخيرة في الصراع لمصلحة أذربيجان.