بعد نحو عامين ونصف العام، دانت سلطات التحقيق الطريقة العنيفة التي تعاملت بها قوات الشرطة البريطانية مع رجل مريض بالفصام، وقالت إنها ساهمت بشكل كبير في وفاته داخل محبسه لاحقا.
وتوفي كيفن كلارك، وهو بريطاني أسود، في مارس 2018 عن عمر 35 عاما، في مقر احتجاز تابع للشرطة بالعاصمة لندن، بعد أن تعرض للتقييد بطريقة "غير مناسبة".
وقالت هيئة التحقيق: "من المحتمل جدا أن يكون ضابط واحد على الأقل سمع كلارك يقول: لا أستطيع التنفس"، حيث كرر الضحية هذه الجملة عدة مرات.
لكن "رغم ذلك لم يتم اتخاذ أي إجراء، سوى أن ضابطا واحدا قال له: عليك أن تتنفس وتتنفس، وأنفاس عميقة"، وفق اقتباسات من التحقيقات نشرتها شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.
وأوضح المحققون أن "عدم إزالة القيود في هذه المرحلة يتعارض مع التوجيه والتدريب الممنوح لقوات الشرطة"، ودانوا قرار الضباط بتقييده بعد أن تعرض لصعق كهربائي.
ولفظ كلارك أنفاسه الأخيرة بعد وقت قصير من تعرضه لمعاملة عنيفة من جانب الشرطة، فيما ألقت شقيقته تيليشيا ستراشن اللوم على "فريق الصحة العقلية والشرطة والمسعفين".
وأضافت أن شقيقها كان مقيدا "بشكل غير ضروري"، مع "نقص في التواصل من قبل جميع من كان يدين له بواجب الرعاية" بالنظر إلى مرضه النفسي.
وقالت ستراشن إن كلارك "كان محبوبا من الكثيرين. ونفتقده يوميا".
وقدم باس جافيد، وهو أحد كبار ضباط الشرطة في لندن، اعتذارا لعائلة كلارك، قائلا إن وفاته "كانت مأساة. بالنيابة عن دائرة شرطة العاصمة أعتذر عن الإخفاقات التي حددها المحققون".
وتعود الواقعة إلى يوم 9 مارس 2018، عندما وجد ضباط كلارك راقدا في حديقة وبدا عليه عدم الارتياح.
وبعد عدة أسئلة، هم الضحية بالوقوف فقيده الضباط باستخدام الأصفاد، حيث ظهرت عليه علامات الاضطراب السلوكي، وفق التحقيقات.
وحسب مقطع فيديو التقط للواقعة، سُمع كيفن وهو يقول "لا أستطيع التنفس"، و"سأموت"، ثم فقد وعيه أثناء نقله إلى سيارة الإسعاف وتوفي لاحقا في المستشفى.
وتعيد الواقعة إلى الأذهان مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد على يد الشرطة قبل أشهر، الذي فجر احتجاجات غير مسبوقة في الولايات المتحدة، وفي عدد من عواصم العالم، ومن بينها لندن.