بينما تسمع أصداء المواجهة بين تركيا واليونان بقوة في أوروبا خلال الأيام الأخيرة، لا يتوقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إطلاق تهديداته المبطنة الممزوجة بحديث غامض عن هجوم تعرضت لها سفينة تركية.
وأصر أردوغان مجددا على الحديث بلهجة تبتعد عن التهدئة، وخرج الخميس بتصريحات ذات مغزى قال خلالها إن أي هجوم على سفينة تركية للتنقيب عن النفط والغاز في المياه المتنازع عليها في البحر المتوسط سيستتبع "ثمنا باهظا"، وأشار إلى أن تركيا تصرفت بالفعل بناء على هذا التحذير.
وألمح أردوغان في خطاب ألقاه أمام أعضاء في حزب العدالة والتنمية الحاكم أن السفينة "عروج ريس" تعرضت لهجوم خلال عملها الاستكشافي، وأن تركيا "ردت بشكل مناسب"، وفق ما نقلت "فرانس برس".
وقال أردوغان "قلنا لهم، إياكم أن تتجرؤوا على مهاجمة سفينتنا عروج ريس، وقلنا سوف تدفعون ثمنا باهظا إذا ما هاجمتموها. وقد تلقوا الجواب الأول اليوم".
ولم يقدم أردوغان أي تفاصيل بشأن هذا الهجوم، وانتقل بسرعة إلى موضوع آخر في خطابه الذي تناول مجموعة واسعة من القضايا.
وفي أثينا نفت وزارة الدفاع اليونانية مهاجمة السفينة التركية، وقال مسؤول في الوزارة لفرانس برس "لم يحصل أي حادث".
ومؤخرا لوحت الحكومة اليونانية بأن التصعيد قد يصل للمواجهة العسكرية، ودعت الجانب التركي للتعقل، كما دعت أثينا لتنظيم اجتماع للاتحاد الأوروبي، على عجل، لاتخاذ موقف حازم؛ مما تصفه بتهديد تركيا للسلام في المتوسط.
ويأتي الاجتماع بعد عودة تركيا للتنقيب عن النفط والغاز في منطقة شرقي المتوسط، وهو ما فاقم الأزمة المحتدمة منذ مدة.
فقد انتقدت اليونان بشدة، إرسال سفينة تركية للمسح الزلزالي، إلى سواحل إحدى الجزر اليونانية، مصحوبة بسفن حربية، وقالت إن هذه الخطوة تشكل تصعيدا خطيرا للغاية.
وسيناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الذين فرضوا بالفعل عقوبات على مديرين تنفيذيين تركيين في مجال الطاقة على خلفية عمليات تركيا في المنطقة، الوضع غدا الجمعة.
وفي إشارة واضحة إلى فرنسا، قال أردوغان إنه يجري الدفع باليونان نحو اتخاذ "خطوات غير صحيحة" في المنطقة.
وأضاف "لا ينبغي لأحد أن يعطي نفسه أكبر من حجمه. لأكن واضحا للغاية: لا تحاولوا الاستعراض"، وفق ما نقلت "رويترز".
وكانت فرنسا أعلنت في موقف لافت أنها ستعزز وجودها العسكري في المتوسط، بالتنسيق مع حلفائها الأوروبيين وذلك من أجل متابعة الوضع في المنطقة، وإبداء تصميمها على الالتزام بالقانون الدولي.
ودعما للموقف اليوناني، شدد الرئيس إيمانويل ماكرون، على وقوف بلاده ضد الخطوات التي قامت بها تركيا، وطالبها بوقف التنقيب في المياه المتنازع عليها.