تصاعدت الضغوط الأحد على الحكومات لتخفيف الألم الاقتصادي لعمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا المستجد بعد احتجاجات من أولئك الذين يخشون على سبل عيشهم، وردت السلطات بمجموعة واسعة من التوقيتات والحلول الممكنة.
وأدت عمليات الإغلاق التي بدأت في الصين في أواخر يناير وانتشرت إلى أوروبا والولايات المتحدة وأماكن أخرى إلى تعطيل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية في معظم أنحاء العالم، مما أدى إلى دخول العالم في أكثر ركود اقتصادي مؤلم منذ الكساد الكبير في الثلاثينيات.
ومع اختلاف معدلات الإصابة في كل دولة، اختلفت المقترحات للتعامل مع الفيروس الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 160 ألف شخص خلال الأشهر الأربعة الماضية والذي لا يوجد حتى الآن لقاح لها.
تقول بعض الدول، مثل بريطانيا، التي لا تزال تعاني بشدة من تفشي المرض، إن من السابق لأوانه تحديد تواريخ تخفيف الإغلاق المحددة.
في ألمانيا، التي تمكنت من إبطاء معدل الإصابات الجديدة بشكل ملحوظ منذ منتصف مارس، تسمح السلطات لمعظم المتاجر الصغيرة بإعادة الفتح الاثنين.
وقال رئيس جمعية تمثل المدن الألمانية إن الكثير من الناس سيرحبون بفرصة التسوق الشخصي مرة أخرى.
بعد ستة أسابيع من التزام المنازل، تقول السلطات الإسبانية إنه سيُسمح للأطفال بمغادرة منازلهم اعتبارا من 27 أبريل.
وفرضت إسبانيا أحد أكثر عمليات الإغلاق صرامة في أوروبا، مما ساعد على انخفاض معدل الإصابة اليومي من أكثر من 20 بالمائة إلى 2 في المئة، في البلد الذي تبلغ عدد حالات الوفاة به 20 ألفا ولم يتجاوزها سوى الولايات المتحدة وإيطاليا.
وتخطط حكومة ألبانيا للسماح للصناعات التعدينية والنفطية بإعادة فتح أبوابها يوم الاثنين، إلى جانب مئات الشركات بما في ذلك تجار التجزئة الصغار، وتجهيز الأغذية والأسماك، والزراعة وصيد الأسماك.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الاقتصاد العالمي بنسبة 3 في المئة- وهي نسبة غير مسبوقة هذا العام - والخسارة الأكبر بكثير من خسارة 0.1 في المئة، عام 2009 بعد الأزمة المالية العالمية.
وتقاوم الحكومات ضغوطا لإعادة فتح المصانع والمتاجر وحركة السفر والأنشطة العامة وتخفيف القيود.
وقال رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن، اليوم الأحد "يجب ألا نقلل من حذرنا حتى يُشفى آخر مريض".
وأعلنت البلاد، التي تعرضت في وقت مبكر للفيروس، عن 8 حالات جديدة، مما رفع مجموع إجمالي المصابين إلى 10661 مع 234 حالة وفاة.
ورغم انخفاض عدد الإصابات الجديدة في كوريا الجنوبية من ذروة بلغت 909 في 29 فبراير، إلا أن المسؤولين يحذرون من إمكانية "انتشار هادئ" مع تخفيف السكان لقواعد التباعد الاجتماعي.
من جهته، ذكر مسؤولون بريطانيون أنهم ليسوا مستعدين لتخفيف إجراءات الإغلاق. وقال الوزير مايكل غوف إن بريطانيا لا تزال بحاجة إلى تطوير برنامجها الخاص باختبارات الإصابة ومتابعة المخالطين للحالات، وتعزيز الخدمة الصحية الوطنية والتأكد من انخفاض معدلات الإصابة والوفيات.
وصرح غوف لهيئة الإذاعة البريطانية يوم الأحد قائلا: "فقط عندما يكون لدينا كل هذه الإجراءات، يمكننا أن نكون واثقين من تخفيف بعض الإجراءات"، مضيفا أن الحانات والمطاعم "ستكون من بين الأخيرة" لترك الإغلاق، وهو الآن ساري حتى 7 مايو.
وقال وزير التعليم البريطاني غافين ويليامسون على تويتر "لم يتم اتخاذ قرار بشأن موعد إعادة فتح المدارس ... يمكنني أن أطمئن المدارس وأولياء الأمور أنه لن يتم إعادة فتحها إلا عندما تشير النصيحة العلمية إلى أن الوقت مناسب للقيام بذلك".
ويخشى خبراء الصحة في المملكة المتحدة من أن بريطانيا، التي لديها ما يقرب من 15500 حالة وفاة مؤكدة حتى الآن، يمكن أن تسجل في نهاية المطاف أعلى عدد من الوفيات بسبب الفيروس في أوروبا.
من ناحيتها، حثت وكالة الصحة الفرنسية الجمهور على الالتزام بإجراءات العزل التي تم تمديدها حتى 11 مايو على الأقل، وقالت "لن نقلل من جهودنا في الوقت الذي تؤتي فيه العزلة ثمارا".
وفي الولايات المتحدة، احتج أنصار الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم السبت في عدة ولايات، مطالبين المحافظين بإنهاء الرقابة على النشاط العام مدفوعين بتغريدات ترامب.
ويضغط ترامب لتخفيف إجراءات الإغلاق بحلول 1 مايو المقبل، وهي خطة تعتمد جزئيا على المزيد من الاختبارات.
في باكستان، خضعت حكومة رئيس الوزراء عمران خان لمطالب زعماء دينيين ووافقت على إبقاء المساجد مفتوحة خلال شهر رمضان.
في سنغافورة، أوقفت ماكدونالدز عملياتها في البلاد بعد أن ثبتت إصابة سبعة موظفين بالفيروس. وقالت الشركة إنها ستواصل دفع رواتب أكثر من 10000 موظف في 135 منفذا خلال فترة الإغلاق، المقرر أن تستمر حتى 4 مايو.
كما احتج مئات الأشخاص يوم السبت في مدن برازيلية كبرى ضد عمليات الإغلاق ضد الفيروساتا.
الرئيس البرازيلي جائير بولسونارو، الذي انتقد عمليات الإغلاق لمكافحة الفيروس التي فرضها حكام الولايات، قال يوم السبت إنه سيوصي بإعادة فتح حدود البلاد مع باراغواى وأوروغواى.