وسط ما يبدو أنها أسوأ أزمة في تاريخ إيطاليا الحديث، وصفت طبيبة تعمل في مستسفى بمدينة ميلانو شمالي البلاد، لحظات تكسر القلوب لمرضى فيروس كورونا المستجد، الذين تدهورت حالتهم كثيرا إلى أن فارقوا الحياة.
وقالت الطبيبة فرانشيسكا كورتيلارو في حديث لصحيفة "الجورنالي" التي تصدر في ميلانو، إن كثيرا من المرضى كانوا يتوسلون رؤية أحبائهم للمرة الأخيرة، بعدما أيقنوا أنهم على وشك الموت.
وأضافت أن "الأمر المؤلم هو مشاهدة المرضى يحتضرون أمامك، وأن تستمع لهم وهم يتوسلون إليك أن تساعدهم حتى يقولوا وادعا لأحبائهم".
وعندما يقترب المرضى من الموت "كانوا يشعرون بذلك"، حسبما تقول فرانشيسكا.
وبذلت الطبيبة الإيطالية قصارى جهدها من أجل مساعدة امرأة مسنة كانت حالتها حرجة، لكنها أي المريضة طالبت الطبيبة بمساعدتها في إجراء مكالمة هاتفية مع حفيدتها، لتقول لها "وداعا".
وبعد وقت قصير رحلت الجدة الإيطالية متأثرة بفيروس كورونا، الذي قضى على حياة آلاف الإيطاليين غيرها.
وقالت فرانشيسكا إن هذا السيناريو "تكرر كثيرا معها"، حيث ساعدت المرضى قبل موتهم على إجراء مكالمات مع أحبتهم.
وأصبحت إيطاليا منذ الأسبوع الماضي الدول الأكثر تضررا من فيروس كورونا، متجاوزة الصين، بؤرة الفيروس، حتى أصبح يطلق عليها "مقبرة كورونا الأولى في العالم".
وسجلت إيطاليا السبت فقط 793 حالة وفاة من جراء الفيروس، الذي يعرف أيضا بـ"كوفيد 19" في أعلى حصيلة يومية، ليرتفع إجمال عدد ضحايا الفيروس هناك إلى أكثر من 5 آلاف.
أما عدد الإصابات فوصل إلى نحو 53 ألفا، الأمر الذي يضغط كثيرا على القطاع الطبي في البلاد.
وكان تقرير لشبكة "سكاي نيوز" سلط الضوء على الأوضاع المأسوية في مدينة بيرغامو المجاورة شمالي إيطاليا، التي تعتبر "المدينة الموبوءة" الأكبر في البلاد، لكثرة الإصابات بها.
واضطر المستشفى الرئيسي إلى تحويل العديد من أقسامه إلى وحدات عناية مركزة، خاصة أن زيادة أعداد المصابين بالفيروس لا تتوقف.
وافترش عدد من المصابين ممرات المستشفى التي ضاقت أقسامها بضحايا فيروس كورونا، بحثا عن أنابيب الأكسجين لكي تمدهم بالهواء الذي تتعطش له رئاتهم المعتلة.