منعت نيبال تسلق كل جبالها بما فيها "إيفرست"، بسبب انتشار فيروس "كورونا" المستجد، مما يشكل ضربة قوية لقطاع السياحة فيها.
وتبلغ عائدات نيبال الواقعة في جبال هملايا، وحيث سجلت إصابة واحدة حتى الآن، من تراخيص التسلق 4.4 ملايين دولار، فيما يتوقع أن تكون الخسائر أكبر بعد على منظمي الرحلات.
وإلى جانب تعليق كل تراخيص التسلق، أوقفت السلطات منح تأشيرات دخول سياحية عند الوصول، حسبما أفاد وزير الثقافة والسياحة والطيران المدني يوغيش باتاراي وكالة "فرانس برس".
وأوضح: "قررت الحكومة تعليق كل رحلات الربيع ووقف إصدار التراخيص في الوقت الراهن. وقد نراجع القرار بعد تحليل الوضع العام خلال الشهر المقبل".
وقال منظمو الرحلات والشركات الناشطة في قطاع السياحة في نيبال، إنهم يتفهمون القرار، إلا أنه سيلحق بهم كارثة مالية.
وأتى القرار بعد يوم على إجراء مماثل أصدرته الصين من جانبها، حيث كشفت تقارير صحفية أن السلطات المحلية في التبت تنوي منع السياح والمغامرين من الوصول إلى قمة جبل "إيفرست" خلال الربيع المقبل، بسبب انتشار فيروس "كورونا" المستجد.
وتنشط حركة السياح في جبل "كومولانغما" المعروف أيضا باسم "إيفرست"، الواقع بين إقليم التبت الصيني ونيبال، في ربيع كل عام، حيث تتحسن حالة الطقس.
لكن يبدو أن موسم ربيع 2020 سيكون مختلفا بالنسبة لأعلى جبل في العالم، البالغ ارتفاعه 8848 مترا، حيث لن تسمح سلطات إقليم التبت بتسلقه وفقا لصحيفة "الشعب" الحكومية الصينية.
ورغم تراجع أعداد ضحايا "كورونا" في الصين، تخشى السلطات المحلية تجمع السياح من جنسيات مختلفة في المنطقة الجبلية، مما قد يعزز فرص انتشار المرض.
وكانت نيبال التي لا تزال تتعافى من آثار زلزال مدمر ضربها عام 2015، تأمل باستقطاب مليوني سائح للمرة الأولى خلال عام 2020.
وفي موسم الربيع تنتشر الخيم التي تؤوي مئات المتسلقين الأجانب وفرق الدعم لهم، عند جبل "إيفرست" وقمم أخرى، حيث يقضي الجميع أوقاتهم في مكان ضيق.
ويتهافت مئات المتسلقين من العالم بأسره في موسم الربيع إلى المنطقة لاغتنام الطقس الجيد بغية الوصول إلى أعلى قمة في العالم بين نهاية أبريل ومطلع مايو.
وقد شهدت هذه الفترة العام الماضي عددا قياسيا من الأشخاص الذين بلغوا قمة إيفرست مع 885 شخصا، 644 منهم من الجانب النيبالي و241 من الجانب الشمالي للجبل الواقع في التبت.
وأدى هذا الازدحام إلى وفاة 11 شخصا من بينهم 4 على الأقل بسبب الاكتظاظ.
وهي المرة الثالثة في العقد الأخير التي تبقى فيها قمة "إيفرست" خالية من المتسلقين بعد 2015 بسبب الزلزال، وعام 2014 عندما أودى انهيار ثلجي بحياة 16 دليلا نيباليا في المنطقة.