قال نائب عن مدينة قم الإيرانية، الاثنين، إن حصيلة وفيات فيروس كورونا في المدينة بلغت 50 شخصا، في رقم يفوق بكثير الحصيلة الرسمية، متهما الحكومة في البلاد بالتستر على حقيقة تفشي الفيروس.
ونقلت وكالة أنباء "إلنا" شبه الرسمية في إيران، عن النائب أحمد أميريبادي فرحاني، إن حصيلة الضحايا تغطي الفترة من 13 فبراير الجاري.
ولم تتحدث السلطات الرسمية في البلاد عن إصابات بفيروس كورونا في قم، العاصمة الدينية في إيران، سوى الأربعاء الماضي، 19 فبراير.
وأعلنت السلطات حينها إصابة شخصين بفيروس كورونا، ولم تمض ساعات حتى أعلنت وفاتهما، مما أثار علامات استفهام كبيرة.
وكان مواطنون ومعارضون قالوا إن السلطات أخفت حقيقة ما يجري حتى انتهاء الاقتراع لأهداف سياسية، إذ لم ترتفع أرقام الضحايا إلا بعد إجراء الانتخابات البرلمانية، الجمعة الماضية.
أحوال مروعة في قم
وقال فرحاني إن الوضع في قم "غير جيد. لا يمكن لأي من الممرضات الوصول إلى الملابس والمعدات الواقية المناسبة. بعض المتخصصين في الرعاية الصحية غادروا المدينة".
وانتقد أداء الحكومة قائلا "أعتقد أن أداء الإدارة في السيطرة على الفيروس لم يكن ناجحًا"، مضيفا "حتى الآن، لم أر أي إجراء محدد لمواجهة كورونا من قبل الإدارة".
وأضاف فرحاني أن أكثر من 250 شخصا يخضعون للحجر الصحي الآن في مدينة قم، بؤرة الفيروس في إيران.
وقال "طلبت من وزير الصحة وضع المدينة في الحجر الصحي وحتى رفعت صوتي عليه وقلت لماذا تكذبون على الناس".
وتفيد أخر الأرقام الرسمية في إيران بارتفاع عدد الوفيات إلى 12، والحالات المؤكدة إلى 47، بحسب ما أوردت وكالة "أسوشيتد برس".
ونفى مسؤول في وزارة الصحة الإيرانية الأرقام التي أوردها فرحاني، معتبرا الأمر في خانة الأخبار الكاذبة".
وبعد اتهامات النائب، قال المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي "نتعهّد بأن نكون شفافين في نشر الأعداد".
وباتت إيران الدولة التي سُجل فيها أكبر عدد وفيات من جراء الوباء بعد الصين.
جوار إيران
وأغلقت السلطات في إيران المدارس والجامعات لليوم الثاني على التوالي في غالبية أرجاء البلاد، في وقت أقفلت الدول المجاورة حدودها مع إيران ووقف الرحلات الجوية إليها.
وقال مراقبون لـ"سكاي نيوز عربية" إن النظام الإيراني عمد إلى إخفاء خبر تفشي كورونا بين العشرات أو المئات من الإيرانيين، حتى لا يصيب الشارع بهلع، لكونه بحاجة إلى تصويتهم في الانتخابات البرلمانية الحاسمة.
وبدا أن الأمر أدى إلى نتائج سلبية، إذ ساهم الغموض الحكومي في انتشار الفيروس بين الإيرانيين الذين لم يأخذوا احتياطاتهم بسبب عدم تلقيهم تحذيرا واضحا.