تثير خطة السلام الأميركية جدلا واسعا في إسرائيل، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت ستؤثر على الانتخابات البرلمانية المرتقبة على نحو يعزز شعبية رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو.
وينبه معارضون للحكومة في إسرائيل، إلى أن إفصاح الإدارة الأميركية عن مضامين خطة السلام، في هذا التوقيت، يصب في مصلحة نتنياهو الذي وجهت إليه تهم فساد ويقبل على محطة انتخابية فاصلة.
ويرى هؤلاء المعارضون أن نتنياهو حصل على عدة "هدايا" من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وهذا الأمر ساعده بشكل حاسم في كثير من الجولات الانتخابية.
وفي وقت سابق، تعززت حظوظ نتنياهو في الساحة السياسية بإسرائيل على إثر اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، ثم جاءت هدية الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على الجولان.
من ناحيته، يبدي نتنياهو الذي يواجه تحديات صعبة في الداخل، حماسا لخطة السلام الأميركية، ووصفها بـ"الفرصة التاريخية".
ويرى متابعون أن زعيم حزب "أزرق أبيض" المعارض، بيني غانتس، يدرك جيدا الأهداف التي تقف وراء نشر الخطة في هذا التوقيت، لكنه قبل دعوة البيت الأبيض.
وفي الوقت نفسه، لم يقبل غانتس أن يكون مجرد مرافق لنتنياهو فاشترط أن يجتمع بترامب منفردا، حتى يعود إلى إسرائيل ويطالب برفع الحصانة عن رئيس الوزراء.
ويعلم غانتس جيدا أن موعد النشر ليس سوى ضغط أميركي واضح لأجل الدفع باتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية في إسرائيل.
تقديرات متباينة
في غضون ذلك، يرى اليسار الاسرائيلي والقائمة المشتركة؛ وهي تحالف يضم أربعة أحزاب عربية، أن خطة السلام لا تلبي التوقعات ولا تحقق الحد الأدنى من التنازلات المطلوبة لأجل تحقيق السلام.
في المقابل، يرى اليمين شيئا من التنازل في الخطة المرتقبة، ويتساءل "صقور" هذا التيار حول صواب القبول بضم الجزء، ما دام إلحاق الكل أمرا ممكنا.
ويبدي اليمينيون رفضا لإقامة دولة فلسطينية، حتى وإن كانت مجتزأة ما دام الرهان الأكبر لديهم هو "أرض إسرائيل الكبرى".
وسواء اتفق الساسة الإسرائيليون حول الخطة أو اختلفوا إزاءها، فإن الثابت هو أنهم لا يستطيعون قول "لا" لرئيس أميركي يقدم الهداء بسخاء لتل أبيب.
ويراهن بعض الساسة الإسرائيليين على رفض الفلسطينيين حتى يرفعوا عن أنفسهم الحرج، وفي الوقت نفسه، سيقضمون الحصة الممنوحة بموجب العرض الأميركي.