يكثف الرئيس الأميركي دونالد ترامب حملة إعلانية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) لمحاربة جهود مساءلته في الكونغرس، حيث اشترت حملته الانتخابية إعلانات حول هذا الموضوع في الأسابيع الأخيرة، أكثر من كل المرشحين الديمقراطيين في السباق للبيت الأبيض مجتمعين.
ويشي هذا التباين بين حملة إعادة انتخاب الرئيس والديمقراطيين بأن ترامب يراهن على أن التحقيق الذي يقوده الديمقراطيون في الكونغرس، والذي يدخل مرحلة جديدة بعقد جلسات علنية اليوم الأربعاء، يمكن أن يصبح مساعدا له في الفوز بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر عام 2020.
وتشير استطلاعات الرأي العام إلى أن تأييد المساءلة إنما يتركز بين الديمقراطيين.
ويوم الجمعة الماضي وحده، أرسل الرئيس أكثر من 400 إعلان على فيسبوك يطلب فيها تبرعات يحصل مقابلها المتبرعون على مكافأة شخصية عبارة عن "بطاقة عضوية للدفاع ضد المساءلة".
وقال فورد أوكونيل، وهو خبير استراتيجي جمهوري، إن الإعلانات تهدف لتحفيز مؤيدي ترامب، وتشجيعهم على الخروج للتصويت في انتخابات العام المقبل، ومساعدته على استمالة المستقلين المتشككين في عملية المساءلة الرامية للعزل.
وقال أوكونيل، الذي شارك في الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري للرئاسة جون مكين عام 2008 "الديمقراطيون متحمسون بغض النظر عن السبب. وعليه التأكد من أن بوسعه أن يتعادل في القوة مع الديمقراطيين ويتفوق عليهم".
ويركز التحقيق في قضية المساءلة على مكالمة هاتفية في 25 يوليو طلب فيها ترامب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التحقيق مع جو بايدن، المنافس البارز في السباق الديمقراطي للبيت الأبيض، وابنه هنتر، الذي كان يعمل مديرا لشركة الطاقة الأوكرانية بوريسما.
وطلب ترامب بعد هذا حجب 391 مليون دولار من المساعدات الأمنية التي وافق عليها الكونغرس الأميركي لمساعدة أوكرانيا في محاربة الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا في شرق البلاد.
ونفى الرئيس ارتكاب أي مخالفات.
ويتحد المرشحون الديمقراطيون عادة لعرض إعلانات أكثر من الرئيس كل يوم. لكن حملة ترامب ومؤيديها بثوا أكثر من 2900 إعلان على فيسبوك في الأسبوعين الماضيين وحتى يوم الجمعة يذكرون فيها "المساءلة"، وفقا لتحليل أجرته رويترز لبيانات إعلانات فيسبوك.
ويقارن ذلك مع أكثر بقليل من 200 إعلان للمرشحين الديمقراطيين الخمسة عشر خلال نفس الفترة، وفق بيانات جمعها باحثون لدى كلية تاندون للهندسة بجامعة نيويورك.