أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، عن إقالة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون من منصبه، موضحا أنه سيعين مستشارا جديدا الأسبوع المقبل.
وقال ترامب في تغريدة على حسابه في تويتر إن "بولتون استقال صباح اليوم، وإنه سيعين مستشارا جديدا الأسبوع المقبل، وأضاف: "أبلغت جون بولتون أمس أن خدماته لم تعد مطلوبة في البيت الأبيض".
وأكد الرئيس الأميركي أنه "يختلف بشدة مع الكثير من اقتراحات بولتون... كما فعل آخرون في الإدارة"، وبناء على ذلك طلب ترامب من بولتون تقديم استقالته.
وكانت الخلافات بين ترامب وبولتون قد بدأت تظهر للعلن في أواخر أغسطس الماضي، عندما كان يستعد كبار مساعدي الرئيس لعقد اجتماع بشأن مستقبل أفغانستان، لم يكن بولتون مدرجا في قائمة مدعويه.
وأكد مسؤولون أميركيون كبار وقتها، أن حضور بولتون الاجتماع كان أمرا محسوما، لكن هذا الإغفال لم يكن خطأ، وفق ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
وقال المسؤولون إن بولتون، الذي طالما دافع عن وجود عسكري أميركي واسع في جميع أنحاء العالم، أصبح عدوا داخليا قويا لاتفاق السلام المرتقب بين واشنطن وطالبان الهادف إلى إنهاء أطول حرب أميركية.
وأضافوا أن معارضة بولتون للجهد الدبلوماسي في أفغانستان أغضبت الرئيس ترامب، مما دفع مساعديه في مجلس الأمن القومي إلى استبعاده من المناقشات الحساسة بشأن الاتفاق.
وأثار تهميش بولتون تساؤلات بشأن تأثيره في إدارة تسعى إلى انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، فضلا عن صفقة نووية مع كوريا الشمالية واحتمال التعامل مع الرئيس الإيراني حسن روحاني.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع المستوى، وهو واحد من بين 6 أشخاص تحدثوا إلى مراسلها بشرط عدم الكشف عن هويتهم، قوله إن "مسألة الثقة بمستشار الأمن القومي قضية حقيقية".
يذكر أن ترامب أعلن في أغسطس الماضي، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، أنه يخطط لخفض عدد القوات الأميركية في أفغانستان إلى 8600 في ظل اتفاق يتم التفاوض عليه مع طالبان، مقابل تخلي الحركة عن القاعدة والانخراط في أنشطة إرهابية.
وتم استبعاد بولتون بعد تسريبات نشرتها صحف غربية عن بنود الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان، ألقيت باللائمة فيه على فريق بولتون.
إلا أن بولتون رفض الاتهامات الموجهة إليه وفريقه قائلا في بيان: "أنفي بشكل قاطع المساهمة في التسريبات سواء مني أنا أو أي شخص مخول بالتحدث إلى الصحافة" من فريقه.