يبدو أن حزب الرئيس رجب طيب أردوغان، لم ينس الهزيمة التي تلقاها في إسطنبول على يد أكرم إمام أوغلو، الذي انتزع أهم مدينة تركية من قبضة الحزب الحاكم.
فقد استخدم وزير الداخلية التركية سليمان صويلو لغة لا تبدو قانونية بالمرة، متوعدا بـ"تدمير" رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، لتضامن الأخير مع رؤساء بلديات المنتخبين الذين أقالتهم حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، الشهر الماضي.
وصرح صويلو في مدينة بورصة بشمال شرق تركيا، الثلاثاء، بأن علمية إقالة رؤساء البلديات "تتفق مع القانون"، وقال كلاما موجها إلى إمام أوغلو: "جاهل. أنت تعرف مكانك وحدودك. هذه الدولة (تركيا) تعاملت مع هذه المنظمة الإرهابية لمدة 40 عاما. إذا تدخلت في أمور ليست من عملك فسوف ندمرك".
وفي أغسطس الماضي، أقالت حكومة أردوغان بصورة مفاجئة، 3 رؤساء بلديات أكراد في جنوب شرقي تركيا، على خلفية صلات مزعومة تجمعهم مع منظمات إرهابية، وذلك بعد أقل من 5 أشهر على انتخابهم.
واعتبرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية في بيان، أن قرار حكومة أردوغان "ينتهك بشكل صارخ حقوق الناخبين ويعيق الديمقراطية المحلية".
ويرأس المقالون الثلاثة بلديات ديار بكر وفان وماردين.
وقبل أيام انتقد إمام أوغلو خطوة السلطات التركية وقال إنها غير قانونية وغير ديمقراطية، وزار ديار بكر قبل يومين حيث التقى اثنين من رؤساء البلديات المقالين.
وعمدت السلطات على تعيين 3 موظفين من الدولة بدلا من رؤساء البلديات المقالين، المنتمين لحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، في خطوة أثارت احتجاجات محلية وانتقادات دولية.
وترافقت الخطوة مع اعتقال أكثر من 400 شخص في المناطق ذات الغالبية الكرية.
والأسبوع الماضي، أعلن إمام أوغلو أن بلدية إسطنبول ستتوقف عن إرسال 350 مليون ليرة (61 مليون دولار) إلى أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم، في أول خطواته ضد أردوغان بعد انتخابه.
ونجح أمام أوغلو في الفوز في الانتخابات المحلية التي أجريت في مارس الماضي، لكن حزب أردوغان تحايل وأعاد الانتخابات في يونيو.
لكن إمام أوغلو، مرشح الحزب الشعب الجمهوري المعارض تمكن من الفوز مجددا في إعادة الانتخابات، في صفقة قوية للرئيس التركي.