أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، استعداد بلاده للعمل على المقترح الفرنسي، بشأن الاتفاق النووي، وفي الوقت نفسه، كشفت طهران عن منظومة جديدة للدفاع الصاروخي محلية الصنع، في أحدث حلقة من مسلسل الاستفزازات الإيرانية.
وقال ظريف في تصريحات صحفية "هناك مقترحات على الطاولة... وسنعمل عليها"، مشيرا إلى حديث الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وفق "رويترز".
وكان ماكرون عرض، الأربعاء، إما تخفيف العقوبات على إيران أو توفير "آلية تعويض لتمكين الشعب الإيراني من العيش بشكل أفضل" في مقابل الامتثال التام للاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة العام الماضي.
ولكن، وفي موازاة هذا الحديث الدبلوماسي، أظهرت إيران استفزازا جديدا تجاه العالم، بعدما كشفت، الخميس، منظومة للدفاع الصاروخي قالت إنها محلية الصنع، وأطلقت عليها اسم "باور 373".
وكشف النقاب عن هذه المنظومة، الرئيس الإيراني حسن روحاني، وقال خلال حفل بمناسبة اليوم الوطني للصناعة الدفاعية الإيرانية، "عندما يستخدم العدو القوة، فعليك أن تستغل كل قوتك ضده. ولا طائل من المحادثات في هذه الحالة".
وأضاف في لهجة طغت عليها التباهي" يجب أن نؤمن بقوتنا العسكرية، وهذا هو المكان الذي نحتاج فيه إلى صاروخ باور 373".
ويزعم الرئيس الأيراني أن المنظومة لديها القدرة على التعرف على ما يصل إلى مائة هدف في الوقت نفسها، وبإمكانها مواجهة الأهداف بستة أسلحة مختلفة.
ويستعرض روحاني عضلات إيران العسكرية، أمام الشعب الإيراني المنهك جدا، بأزمة بلاده الاقتصادية، كما أنه يبعث برسائله التصعيدية للخصوم، في تناقض مع حديث وزير خارجيته عن مساع لدراسة مقترحات التهدئة مع واشنطن.
ويرى مراقبون أن ازدواجية الخطاب في النظام الإيراني، التي تتمثل في شخصية تهدئ وأخرى تصعد، تأتي لتحقيق أهداف عدة، فعلى الصعيد الدولي تحاول إظهار نفسها بمظهر الحريص على السلام والأمن الدوليين.
أما على الصعيد الداخلي، فيحاول النظام الإيراني صرف نظر مواطنيه عن أوضاعهم الاقتصادية المتردية، وتصوير نفسه بأنه الحريص على أمنهم في مواجهة "الأخطار الخارجية".
وارتفع منسوب التوتر بين طهران وواشنطن منذ مايو الماضي، بعد أن شددت أميركا العقوبات المفروضة على إيران، التي بدأت موجة تصعيد في المنطقة.