كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن رجل الأعمال الأميركي، جيفري إبستين، الذي انتحر مؤخرا، كان يحاول استغلال ثروته قدر الإمكان حتى يخفف ظروف اعتقاله "القاسية" داخل السجن.
وجرى العثور على الرجل الثري إبستين، منتحرا داخل سجن في نيويورك، بينما كان يواجه تهما بارتكاب جرائم جنسية والتورط في عصابة إجرامية.
وأوردت الصحيفة، أن إبستين؛ وهو صديق قديم للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كان يقضي 12 ساعة في اليوم مع عدد من المحامين في قاعة خاصة، حتى يتفادى المكوث في الزنزانة.
ووضع إبستين حدا لحياته داخل سجن في مدينة نيويورك، وكان يقبع في زنزانة ضيقة تجتاحها الحشرات، ولذلك، كان يفضل دفع المال للمحامين وجلبهم، حتى يكونوا ذريعة ليبقى بعض الوقت في غرفة خاصة.
ولم يكن إبستين في حاجة إلى ذلك العدد الكبير من المحامين، لكنه ظل يستعين بهم لأجل ملء الوقت، وشوهد في مرات كثيرة وهو صامت في حضرة المحامين.
وكان إبستين يشتري كل ما في آلات البيع داخل السجن، لكن المال لم ينفعه مع شعوره بالغبن الكبير وهو يكابد حياة السجون بعدما ألف الرفاهية.
وقال أحد المحامين، الذين زاروا إبستين: "لقد كان الأمر شبيها بنظام المناوبة في العمل.. إنه شخص سعى إلى الحصول على أكبر قدر ممكن من الراحة داخل السجن".
وكان إبستين يودع مالا في حساب باقي نزلاء السجن، تفاديا لأن يشعروا بالحسد فيفكروا في إيذائه، وهذه الحسابات تسمح للسجين بأن يقتني أشياء مثل الطعام.
وقبل اقتياده إلى السجن، كان إبستين يعيش حياة ترف باذخ، فهو يملك جزيرة خاصة في بحر الكاريبي، كما أن قيمة بيته في منطقة مانهاتن بنيوروك تصل إلى 56 مليون دولار.
وقال شهود في السجن، إن إبستين، كان يعاني بشدة في آخر أيامه حتى أنه ظل ينام على الأرض بدلا من سرير الزنزانة، ولم يكن الثري الراحل يستحم إلا في حالات قليلة جدا.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "الصن" البريطانية أن إبستين، الذي يصل طوله إلى 1.82 متر، لم يكن بوسعه أن يعلق حبلا في السقف، قام بلف العقدة من الغطاء، ثم ربط جزءًا منه بمكان مرتفع من سرير السجن.
وبعدما لف العقدة حول رقبته، انحنى إبستين إلى الأرض، ولم يجر العثور عليه إلا وهو فاقد للوعي بشكل كامل، بعد مرور ساعات، وحينها لم تنفع محاولات إسعافه.
وجرى اعتقال إبستين (66 عاما) بتهم الاستغلال الجنسي لقاصرات والتورط في عصابة إجرامية، وحاول قبل أسبوعين فقط، أن ينتحر، لكن تم إنقاذه بتدخل طبي، وجرى وضعه منذ ذلك الحين تحت رقابة مشددة.
وقبل يوم من إقدامه على الانتحار، قضى إبستين ساعات طويلة مع محاميه، وتمت الموافقة على إعفائه من إجراء يعرف بـ"مراقبة الانتحار".