تتكشف الخيوط الرابطة بين إيران وطالبان أكثر فاكثر في الفترة الأخيرة، فإيران التي تحاول البحث عن منفذ للتخفيف من وطأة الحصار الاقتصادي الأميركي عليها، بدأت في لعب الورقة الأفغانية للتنفيس عن وضعها الاقتصادي، ومحاولة ممارسة الضغط على واشنطن، بحسب مراقبين.
وفي وقت حاولت فيه طهران على مدى سنوات طويلة نفي أي علاقة تربطها بحركة طالبان، فإن الوقائع الأخيرة قدمت ما يشير إلى وجود علاقة وثيقة وقديمة بين الجانبين.
فالنظام الإيراني وضمن سياسته توسيع التعاون مع أفغانستان وحركة طالبان تحديدا، قد يضع عصًا في عجلة الانسحاب الأميركي الذي تريده واشنطن من البلاد.
تفاصيل العلاقة بدأت ملامحها تتضح، بحسب خبراء، مباشرة بعد إعلان الولايات المتحدة الأميركية رغبتها الانسحاب من أفغانستان، إذ أعلنت إيران عن رغبتها في نشر قواتها على الحدود مع أفغانستان، بحجة أنها تريد حماية حدودها مع البلد الذي يشهد اضطرابات أمنية.
بل إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اعتبر، وبشكل صريح، أن لا مستقبل لأفغانستان دون وجود طالبان.
جزء من العلاقة الإيرانية بطالبان كشفت عنه وزارة الدفاع الأميركية، البنتاغون، وقد سبق لواشنطن اتهام طهران بشكل صريح،
بلعب دور فعال في مساعدة مقاتلي طالبان، للحفاظ على نفوذها لدى الحركة.
تكثيف إيران لمحاولاتها بتوسيع نفوذها لدى الحركة، قد يشكل بحسب خبراء تقويضا لجهود واشنطن التي تهدف إلى تسريع الانسحاب من أفغانستان.
ولا يقتصر التقارب بين إيران وحركة طالبان، على التقارب الإيديولوجي الذي يتخذ من عداء الولايات المتحدة منهجا له، بل إن التعاون بين الطرفين أصبح يمتد لمجالات اقتصادية وأمنية وسياسية .
كما أن العلاقة من المرجح أن تتعزز مستقبلا، بحسب ما يقول مراقبون، وذلك عن طريق استغلال إيران للتقارب الديني والعرقي الذي يجمعها بكثير من القبائل الممتدة على الحدود بينها وبين أفغانستان.