تركيا، الدولة العضو في حلف الناتو منذ عشرات السنوات، تشتري صواريخ صممتها روسيا من أجل إسقاط المقاتلات الحربية في الحلف، الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة بين أنقرة وحلف الأطلسي.
وكانت أنقرة أعلنت، الجمعة، أنها بدأت في استلام أولى وحدات نظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس 400"، رغم الاعتراض الذي أبداه حلفاء تركيا في واشنطن والناتو.
وفي تقرير لها، ذكرت شبكة "سي أن أن" الأميركية، أن تركيا اشترت نظام الدفاع الصاروخي الروسي في صفقة بلغت قيمتها ملياري دولار، لكن تداعياتها ربما تفوق كل ميزانية أنقرة العسكرية.
وأشارت إلى أن الأمر يثير التساؤل عن العلاقة الاستراتيجية بين تركيا والولايات المتحدة الممتدة منذ عشرات السنوات، كما يثير السؤال بشأن عضوية تركيا في حلف الناتو.
وربما يؤدي الأمر إلى إلغاء صفقة مقاتلات "إف 35" الأميركية، التي صمم برنامج الدفاع الصاروخي الروسي إس 400 من أجل إسقاطها.
ويمكن للنظام الصاروخي الروسي إسقاط طائرات على بعد 240 كيلومترا، واعتراض صواريخ عابرة للقارات على بعد 61 كيلومترا.
وتوترت العلاقة بين أنقرة وواشنطن على خلفية عدة ملفات، منها مطالبات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأميركيين بتسليم الداعية فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة، بتهمة الضلوع في محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، الأمر الذي ينفيه الرجل، في وق ترفض واشنطن تسليمه.
ويمتد التوتر أيضا إلى مسألة الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، التي تعتبرها أنقرة "منظمة إرهابية"، وذكرت تقارير استخبارية أميركية أن تركيا تعد العدة للهجوم على المقاتلين الأكراد في سوريا.
الملف الأخطر
لكن تلك الخلافات تتضاءل أمام مسألة شراء منظومة "إس 400"، فحتى قبل تسلم أنقرة للدفعة الأولى من الصواريخ الروسية، حذرت واشنطن من تداعيات خطيرة، وأوقفت تدريب الطيارين الأتراك على هذه المقاتلة في أميركا.
ورغم اقتراح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، فرض عقوبات مخففة على تركيا، يصر أعضاء كثيرون في الكونغرس على معاقبتها، وفقا لقانون محاسبة خصوم أميركا.
وتحدثت تقارير عن احتمال فرض الأميركيين 5 عقوبات على أنقرة، تشمل التأشيرات وقيود على تصدير الأسلحة وطردها من برنامج تصنيع مقاتلات "إف 35".
ويبدي الناتو قلقه أيضا من أن صفقة "إس 400" ستحد من قدرة تركيا على التعاون مع أعضاء الحلف، وقال مسؤول فيه إن هذه الصواريخ ستهدد الموائمة والتجانس العسكري بين جيوش الحلف.
حاجة بوتن وأردوغان
وترسخ الصفقة العلاقة بين أردوغان ونظيره الروسي، فلاديمير بوتن، وربما تساعد صفقة الصواريخ الروسية في تدعيم العلاقة بين بوتن وأردوغان، فإذا أراد الأول امتلاك تأثير سياسي في مستقبل سوريا، فينبغي عليه التواصل مع الروس، وفقا لشبكة "سي أن أن"
وبالنسبة لبوتن، فالأمر ساهم في تسويق سلاح بلاده في دولة عضو في الناتو، خاصة أنها السلاح مخصص لضرب مقاتلاته، وساعد أيضا في دق أسافين بين تركيا والولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تكون الهند الزبون التالي بعد تركيا الذي يشتري صواريخ إس 400.